في زمن الحروب

الجماهير- بيانكا ماضيّة
في زمن الحروب وفي مرحلة إعادة إعمار ماخرّبته هذه الحروب في البلاد، ولكي تستعيد هذه البلاد عافيتها على الصعد جميعها، يجب أن يتكاتف الجميع، حكومةً وإدارات ومؤسسات، وجميع العاملين فيها، إضافة إلى جهود أبناء الشعب؛ للتصدي لكل العوائق التي تعرقل عملية الإعمار هذه، والتفكير بمنطقية وعقلانية، والبحث عن الحلول التي ليس من الصعب ابتكارها حسب كل مشكلة تتعرض لها عملية إعادة الإعمار، فلا مشكلة من دون حلّ، وما النتائج التي ستصل إليها هذه الحلول إلا وستصب في المصلحة الوطنية أولاً، وفي مصلحة الشعب تالياً.
مانراه على الصعيد العام هو تكاثر المشكلات في واقعنا، وما من حلول تصب في خدمة المواطن، كأن التفكير الإداري لاينصب في البحث عن الحلول، وإنما الاكتفاء بتوصيف المشكلة وحسب، دون عناء التفكير في ابتكار البديل المناسب.
في زمن الحروب يجب أن يكلّف كلّ امرئ نفسه، أياً كانت وظيفته وعمله، من أجل المساعدة والتعاون؛ وطرح الدراسات والمشاريع للوصول إلى النتائج المرجوّة، لا انتظار تلك النتائج وحسب.
في زمن الحروب تظهر طبيعة العقليّات المتحكّمة في القرارات، فهناك من يعملون على عرقلة سير المؤسسات والمديريات وغيرها، باختلاق المشكلات التي لا تتصف إلا بالمشكلات المعرقلة للجدوى، أكانوا من داخل هذه المؤسسات أم من خارجها، حتى أن هناك في قلب المؤسسات من يعيق أية عملية حلّ، إذ لهؤلاء المعيقين عقليّة التخريب في الداخل المؤسساتي، بدوافع عديدة ليس هناك مجال لذكرها الآن.
في زمن الحروب يجب أن يتكاتف الجميع (دولةً ومؤسسات وشعباً) من أجل القضاء على الفساد في جميع مفاصل الحياة، وإن لم يكن هذا التعاون والتكاتف فالمصير مجهول لأي دولة استشرى فيها الفساد حتى بلغ قمّته.
رقم العدد ١٥٩٢١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار