الجماهير – أسماء خيرو
لئن كنت أيها القارئ ممن وقاهم الله لهيب الأسعار المرتفعة ولم تتفجر في صدورهم آهات الحسرة ولم تضع المقادير قلوبهم بين سندان العيش ومطرقة الغلاء إذن فاحمد الله واشكر حظك الباسم وإني محدثتك اليوم عن مواطن بسيط غايته القصوى أن يؤمن بعضاً من احتياجات أسرته المكونة من أربعة أفراد دخل السوق في يوم غلاء ينشد بعضاً من الحاجيات الضرورية للمنزل من سكر وزيت وخضراوات وغيرها من اللوازم فكان كل ما يقترب من سلعة تصدمه الأسعار فالبائعون كانوا يطلبون ما ليس سهلاً كونه من ذوي الدخل المحدود كان حظه النظر والتحسر والاشتهاء لا أكثر وهذا مؤكد في هذه الأيام التي يتحكم فيها الدولار فليس حظ الفقير سوى التحديق والزفير والشهيق وأدرك بعد أن طاف على جميع الباعة أنه سيعود إلى عائلته خالي الوفاض فلبث جامداً بعض الوقت وأخذ يتمتم” حسبي الله ونعم الوكيل ” ماذا سأطعم عائلتي اليوم ؟كل شيء أسعاره مرتفعة ثم راح يحدق في السماء وأخذ يحدث نفسه بما يقال وما لا يقال كان الألم يصرخ في داخله ولكنه كظم غيظ نفسه بالصبر وحبس الآه في صدره ليقنع نفسه بأن الحال لابد أن يتغير وبعد أن أيقن أن النتيجة عقيمة وأن العودة إلى المنزل حتمية دون أي شيء جر قدماه بصعوبة مصاحبا القلق متمنياً ألا ينام أطفاله اليوم دون عشاء فغائلة الأسعار لم تبق لهذا المواطن سوى التمني والأحلام فهل مازال للحديث كلام ؟ .
فلا تقل عزيزي القارئ شيئاً بعد الذي كان من أمر ذلك المواطن فأي شيء يقال بعد الذي كان من تمكن جنون الأسعار من مواطن ذوي الدخل المحدود حتماً ستذروه الرياح هباء .
رقم العدد ١٥٩٢٢