التحايل من أجل التعايش

الجماهير- محمد العنان

في ظل العواصف الاقتصادية التي نعيشها اليوم وما يرافقها من تداعيات تعصف بحياتنا المعيشية والغلاء المستعر لاحتياجاتنا الأساسية، لم يعد ثمة بديل أمام السواد الأعظم من الناس سوى اللجوء إلى أقصى درجات الحكمة في كل مفردات حياتنا اليومية، وهذه الحكمة باتت تقتضي اتخاذ مواقف وقرارات جريئة أكثر إيلاماً من أي وقت مضى.
هي حقيقة نواجهها بعد أن حلًقت الأسعار ووصلت إلى أرقام غير مسبوقة لم يعتد أحد عليها، وبات من الضروري الاعتماد على نظرية واقعية قد تفلح نسبياً في تخفيف عواقب هذا الواقع الجديد، وهي نظرية تعتمد على (التحايل من أجل التعايش) ..نعم.. لم يبق أمامنا سوى التحايل على واقعنا وتغيير سلوكياتنا وتبديل أولوياتنا والكفاح لأجل استمرار حياتنا أمام أبنائنا لنتجاوز فيها مبدأ (على قد لحافك مد رجليك) وذلك من أجل التعايش مع الواقع الجديد في ظل العجز عن لجم هذا التيار الجارف وما آلت إليه أحوال الناس.
وإزاء هذا الواقع الاستثنائي بدأت تتبدل علاقاتنا مع أفراد أسرتنا وأصدقائنا وأقاربنا وزملاء العمل، وبتنا نتحايل على متطلبات عيشنا بشراء ما يمكن شراؤه لنتمكن من الحفاظ على الحدود الدنيا من علاقاتنا الأسروية والاجتماعية، فيما بدأنا مرغمين بـ (غربلة) بعض الأشخاص والعلاقات للتخفيف من الأعباء المادية الجديدة.
هي ظروف قاهرة أدت إلى شلل كبير في حركة الاقتصاد وجعلت الكثير من الناس (تحكي مع حالها) في وقت يترقب فيه الجميع إجراءات حاسمة “لاجتثاث” المتاجرين بلقمة العيش والاقتصاد الوطني، خصوصاً بعد صدور المراسيم الأخيرة، عساها تكون علامة فارقة تلملم جراحنا، وتخفف آلامنا، وتعيد إلينا شيئاً من كرامتنا المتناثرة على طابور الغاز هنا وطابور السكر والرز هناك.
رقم العدد ١٥٩٢٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار