الجماهير/ بقلم عبد الكريم عبيد
مكسر العصا في إدلب ، هذا شيء متفق عليه من قبل الجميع ، وبهذا تتلاشى أحلامهم وتنهار إذ أن الغرب وأمريكا وإسرائيل وجوقة المستعربين الذين لا يزالون يراهنون على دعم المجاميع الإرهابية المسلحة بكل أصنافها وانتماءاتها ومشاربها من داعش والنصرة والحزب التركستاني العابر للقارات والحدود إلى ما اصطلح على تسميته “بالجيش الوطني ” الذي غير جلده وشكله الخارجي، إلا أن مضمونه تكفيري متشدد والكثير من أجنحته ورموزه وقادته كانوا في داعش والنصرة وسواها.
أقول لا يزالون يراهنون على هذه المجاميع لتحقيق منجز ولو معنوي يحفظون به ماء الوجه أمام رأيهم العام الذي فقد المصداقية بهؤلاء لأنه عرف يقيناً أن مسؤوليه يدعمون أرهاباً متشدداً تكفيرياً ضد دولة ذات سيادة وعضو مؤسس لهيئة الأمم المتحدة.
أمام هذا الواقع هم يريدون أن يظهروا زوراً وبهتاناً أن ما ذهبوا إليه حقيقة ويصب في مصلحة شعوبهم وشعوب المنطقة وبالتالي ضرب بنى الدولة السورية والمجتمع السوري الذي ظل صامداً متماسكاً رغم كل أشكال وأساليب الحرب الكونية التي شنت على سورية والشعب السوري الذي عانى ولايزال يعاني كل أشكال التضييق والحصار حتى في لقمة عيشه كي يتخلى عن خياراته الوطنية الأخلاقية المستمدة من طبيعة هذا البلد الخير الذي باركه الله .
أقول ذلك لأن رغم كل العواصف والخراب والدمار والحصار والتحالفات الإقليمية والدولية وتسيير المجاميع الإرهابية عبر الحدود لمقاتلة الجيش العربي السوري والدولة السورية إلا أن الدولة السورية لم تسقط ولم تركع حتى للإجراءات الاقتصادية والحصار الاقتصادي الجائر على قساوته وشدته حيث أن الشعب السوري ورغم كل المعاناة لم ولن يستسلم لأن من ضحى وقدم الشهداء كي يحيا حياة حرة كريمة لا يمكن له أن يفرط بهذه المبادئ والقيم بهذه السهولة .
الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطن بالتأكيد على درجة كبيرة من الشدة والقساوة . إلا أن الجميع يجب أن يكون على بينة أن هذه حرب لا تقل قساوة وضراوة عن الحرب على المجاميع الإرهابية المسلحة التي كانت تعيث فساداً ودماراً في كل شبر من سورية التي طهرها أبطال الجيش العربي السوري ودحر الإرهاب الذي ينازع الآن في إدلب والشمال السوري . والمسألة مسألة وقت وأولويات بالنسبة للدولة السورية هذا من جهة . ومن جهة ثانية عندما تفتح الدولة المعابر الإنسانية وفي أكثر من مكان لعبور المدنيين إلى المناطق الآمنة هذا يؤكد مصداقية وحرص الدولة على حياة كل مواطن على امتداد الجغرافيا السورية وما المصالحات والتسويات التي تتبعها الحكومة بالإضافة إلى المعابر الإنسانية وتسهيل الإجراءات هي للحفاظ على دماء السوريين من مختلف المشارب والأطياف . لكن يبقى السؤال ..
إلى أين ذاهبة تلك المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون والرافضة لكل أشكال التسويات والمصالحات السياسية في الوقت الذي يعلمون أن المشغل الأساسي والدول الداعمة للإرهاب رفعت الغطاء الدولي وسحبت منهم كل أشكال الدعم والمساندة.
القرار متخذ وادلب محافظة سورية كما الشمال السوري أرضاً سورية وستعود كلها إلى كنف الدولة ومن يقرأ مسيرة الأحداث جيداً في سورية يتوصل إلى هذه الحقيقة دون عناء.
رقم العدد ١٥٩٢٦