“البرهو” نموذج البطولة الحرة والمقاومة الشعبية

الجماهير- بيانكا ماضيّة

بكل إيمان بطهر التراب السوري، وبكل تحدٍ لجيش الاحتلال الأمريكي، كان السؤال الفطري الذي أطلقه بصوت عال السوري الأصيل (فتحو البرهو) ابن ريف القامشلي، لجيش جاء يحتل ويسرق وينهب: (شو عم تعملوا هون؟! شو إلكن شغل هون؟!) وبقامته الفارعة التي أمسكت العلم الأمريكي بكل قرف والتي بدا ذاك الجندي الأمريكي أمامها قزماً، لم يجد البرهو بداً من هذين السؤالين؟! فأي عمل لهذا المحتل في أرض سورية؟!
هذا التحدي الذي يطالعنا به موظف بسيط، وابن قرية يدرك جيداً قيمة الأرض، ليس بجديد على تلك القرى التي لم يكن للمجموعات الإرهابية وجود فيها منذ بداية الحرب على سورية، فأهاليها كانوا يداً واحدة في مواجهة القوة الأمريكية لذلك أفشلوا محاولة الاحتلال تلك متسلّحين بالصمود والبسالة وقوة الإرادة في التصدي لأعتى احتلال عرفته الكرة الأرضية. فهم لم يسقطوا الأعلام الأمريكية من على عربات الدورية الأمريكية وحسب بل أطلقوا النار عليها ما أدى إلى اشتباك بينهم وبينها وما أدى إلى استشهاد أحد الشبان.
هذا الفعل الشعبي المقاوم لايحتاج إلى تحريض من أحد؛ لأن النفس والإرادة المقاومتين لكل محتل أجنبي يدخل البلاد هما اللتان تحرّضان على المقاومة، لا على الصمت والخضوع مهما كان المحتل يمتلك من قوة عسكرية.
لذلك فإن المشاركة الشعبية في مقاومة الاحتلال أياً كان نوعه، لها دورها القوي والمعاضد لفعل الجيش، وتشكل تحولاً نوعياً في حربنا على الإرهاب، فقد شهدنا خلال السنوات الماضيّة تخاذل بعض الأفراد وخيانتهم لأسباب عرفناها جميعاً، فكانوا الحاضنة الحقيقية لتلك القوى الإرهابيّة الغاشمة التي احتلت أرضنا على اختلافها واختلاف مسمياتها..
“فتحو البرهو” الذي ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصوره وكلامه وقوة تحديه للقوة الأمريكية يشكل نموذجاً شعبياً بطولياً مرادفاً لبطولات الجيش العربي السوري الذي يسطّر اليوم ملحمة انتصاراته المتوالية..فكيف لاينتصر شعباً بين ظهرانيه يعيش “البرهو” وأمثاله، وكيف لاتنتصر دولة تمتلك جيشاً كالجيش العربي السوري؟! فمعدن الشعب في أصالته وأخلاقه وانتمائه وصلابته ومقاومته لاتظهر إلا في المحن والشدائد والحروب، وقد أظهر السوريون، شعباً وجيشاً وقيادة، في هذه الحرب أن المعدن أصيل وأن الأصل متجذر في أعماق التراب السوري.
رقم العدد ١٥٩٥٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار