المرأة ولادة الحياة

الجماهير / سهى درويش
المرأة عطاء مستمر عبر التاريخ ومسيرة حافلة بنور النضال لكيانها ، تفاعلت وانفعلت في العمل الدؤوب وشغلت حيزاً أساسيا في الكون الإنساني المتمثل بالوعي والإدراك والقدرة على تخطي الصعاب وتأدية واجباتها تجاه ما يتطلبه وجودها في الحياة.
فهي مزيج من العواطف و المكونات دفعت بها الى التمسك والإيمان والاستمرار في كافة المسارات وعلى مدى قرون مضت كانت تناضل جنباً الى جنب مع الرجل لتكتب ملاحم انتصارات جسّدتها تضحية وفداء بالغالي والنفيس من أجل أسرتها ومجتمعها.
كما كان لها الدور البارز في رسم ملامح حركة تحرر المرأة ، وارتبط اسمها بالكفاح للوصول الى المساواة الكاملة مع الرجل، والعقود الماضية شواهد حية على نضال المراة فكرياً وعقائدياً.
ومهما تحدثنا عن عطاء المرأة وتضحياتها تبقى المرأة السورية أروع النساء بكل ما قدمته ورمز الحياة والمحور المتميز للحس الوطني، والتاريخ سجل أسماء مناضلات في مجال الفكر والوعي وتنشئة الأجيال ليكونوا القوة البارزة في الدفاع عن الوطن.
وأمّا عظمة المرأة السورية و شجاعتها وصمودها وعزتها فلا تكفيها الأساطير التي رسمت أروع الملاحم فهي الشهيدة وأم الشهيد وأخت الشهيد وزوجته وابنته … قدمت الروح رخيصة وتفانت بكل مالديها ليبقى اسم الوطن عالياً فشكلت الحالة المتميزة على المستوى العالمي لما قدمته من تضحيات لتزدهر حدائق الوطن بفكرها وانتمائها وعظمتها.
وهذا البناء الذي اعتمدته كان نتيجة إدراكها للماضي المرير، استطاعت أن تنهض بواقعها الفكري والتعليمي وتواكب مسيرة الحياة العملية والعلمية لتصل الى مكانة استطاعت من خلالها إثبات وجودها وإظهار مقدرتها ليكون لها الدور الفاعل في بناء المجتمع والنهوض به للوصول الى مستقبل أكثر ازدهاراً وأشمل عطاء.
وفي عيدها كل المحبة و التقدير للمرأة الفاعلة في مجتمعها وكل التبجيل والتعظيم للنساء اللواتي أنجبن الأبطال البواسل الذين نهلوا حب الوطن و تعلموا التضحية لأجله من رحم أمهاتهم فكان الأغلى من الروح لتبقى المرأة السورية ولادة الأبطال وربيع الحياة.
رقم العدد ١٥٩٧٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار