في عيدها .. المشرّع السوري يهدي المرأة ما يساويها بالرجل

الجماهير- بيانكا ماضيّة
خطوة مهمة وصائبة خطتها الحكومة السورية في إحالتها إلى مجلس الشعب مشروع قانون بإلغاء المادة التي تمنح أحكاماً مخففة وأعذاراً لمرتكبي ما يسمى “جريمة الشرف”، ففي هذه الخطوة تؤكد أن لا تمييز بين المرأة والرجل، وأن الحرية الشخصيّة حقٌ مكتسب لها كحق الرجل فيها، وأن الأديان لم تجز القتل ولا إيذاء المرأة.
هذه الخطوة المهمة التي ربما ستجد انتقادات واسعة في البيئات المتشددة التي يسيطر فيها الرجل سيطرة كاملة، ستحدّ من هذه السلطة الذكورية التي تجيز للرجل التدخل في حياة المرأة، أياً كانت درجة قرابته، إلى درجة قتلها وإيذائها..
وفيما نحتفل اليوم بعيد المرأة العالمي، وفي إعطائها القيمة الأسمى التي تستحقها، تطالعني الذاكرة بكل مشاهد العنف والقتل التي طالت المرأة، سواء أكانت قبل الحرب أم في أثنائها، ولكن المشاهد الأشد قسوة وعنفاً وإجراماً مشهد الرجم بالحجارة حتى الموت، أفلم تكن تلك الأيادي التي طالت المرأة بحجارة فكرها هي التي تستحق البتر والقطع؟!.أيكون الذنب أنها أحبّت؟! وكيف يجيز الرجل لنفسه ما لايجيزه لها؟! أي قانون وهب له كي يتم التمييز؟! وأية عدالة لن تطول حتى تفرش جناحيها في فضاء الإنسانية؟!
وهاهي العدالة لا بل هاهو المشرّع السوري يهدي المرأة في عيدها قانوناً يقول لها: أنت الكون بمجمله.. منك البداية وإليك النهاية، أنت ياعشتار الأمم سرّ هذا الوجود، فانشري حريّتك في فضاء سمائنا، ورفرفي بجناحيك فراشة نتطلع إلى زهو ألوانها..رفرفي وانشري عطر حريتك فأنت الكون وأنت البهاء!.
رقم العدد ١٥٩٧٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار