تحت شعار ” تحويل الأزمة إلى فرصة ” مبادرات للتعليم الالكتروني ” عن بعد ” .. استمرار العملية التعليمية ونقطة بداية لأساليب مشابهة مستقبلاً

الجماهير – وسام العلاش
فرض الواقع الراهن للحد والوقاية من انتشار ” فايروس كورونا ” وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية والخطة الوقائية التي انتهجتها الحكومة السورية اتباع أساليب جديدة في مختلف مناحي الحياة وأهمها العملية التعليمية التي يستوجب استمرارها تكيفاً مع الواقع واتباع طرق جديدة ومبادرات لتعويض الفاقد التعليمي بما تتماشى مع الإجراءات الاحترازية .
ومن هذه المبادرات ما بدء به معهد ” إيبلا ” للعلوم السياحية والفندقية بعنوان ” تحويل الأزمة إلى فرصة ” وإطلاق وتفعيل نظام التعليم الإلكتروني أو ما يسمى / بالتعليم عن بعد/ على الموقع الإلكتروني الخاص بالمعهد لطلابه من اختصاص معهد فندقي إضافةً لدبلوم تخصصي بالعلوم السياحية لضمان استمرار العملية التعليمة.
نافذة جديدة للتعليم
وعن هذه الآلية التعليمة الجديدة التي فرضتها إجراءات السلامة الوقائية تواصلت ” الجماهير ” مع عدد من طلبة المعهد لسبر آراءهم وتجربتهم بالنمط الجديد للتعلم وتلقي المعلومة ، حيث بينت بانة اسكيف طالبة دبلوم تخصصي بإدارة المنشآت السياحية بأن التعليم الإلكتروني هو نافذة على العالم أجمع كما أنه مساعدة لكل الطلاب وخاصة لمن يرتبط بعمل معين ولا يستطيع الالتزام بالمعهد أو الجامعة وفي ظل هذه الظروف التي نواجهها هو طريقة مثلى لمنع التجمد التعليمي أو وقوفه تحت أي ظرف قد يطرأ ، مضيفةً بأن هناك بعض الصعوبات التي نعانيها من بطئ في الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي والتي تعتبر من أهم المقومات والأسس التي يعتمد عليها التعليم الإلكتروني .
برنامج مطبق في الكثير من جامعات العالم
أما الطالبة معالم ريحاوي تخصص دبلوم قالت : إن التعليم الإلكتروني هي طريقة حديثة وأصبحت ضرورة نعتمدها في وقتنا الحالي وخاصة في ظل الظروف المحيطة و لمنع وتخفيف المجمعات والاحتكاك في الجامعات والمعاهد ،وتضيف الطالبة ريحاوي إن /الإنترنت/ هو لغة العصر وأغلب النشاطات التي نقوم بها تكون عبر الإنترنت من تسوق ومحادثات اجتماعية وهذا لا يمنع من تفعيل وإدخال التعليم وتلقي المحاضرات عن طريق/ الإنترنت / وأن يكون هناك تفاعلاً وتواصلاً بين الطالب والمدرس بحيث تكون المعلومة أكثر سهولة وفاعلية ومتعة علماً أنه مطبق منذ زمن في مختلف الجامعات العالمية.
وترى الطالبة نور داحول أنها خدمة رائعة عن طريق (الإنترنت) وخاصة في فترة الانقطاع الدراسي ولما لها من متابعة وانسجام من خلال المواصلة مع الكادر التدريسي والمختصين من خلال المناقشات عن طريق تنزيل ملفات الكترونية بصيغة الـ /pdf/ .
فرصة جيدة للمدرس
أما المدرس محمد طرشه يرى بأن التعليم الإلكتروني فرصة جيدة للمدرس لاكتساب مهارات جيدة تضاف إلى مهاراته السابقة في التعليم، وأن المدرس أو الشخص الناجح هو الشخص القادر على تحويل أي عائق يواجه مهنته أو عمله إلى فرصه ، بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجهنا في انتهاجه لعدم توفر البنى التحتية بسبب الظروف الصعبة الماضية ، مضيفاً أن المدرس اليوم أصبح أمام تحدي جديد وسيضيف هذا التحدي مهارات تعليمية متطورة وصحيح أن / أزمة الكورونا/ فرضت علينا أساليب جديدة حالياً لكنها قد تكون فيما بعد نقطة بداية جيدة باتباع هذا الأسلوب التعليمي بشكل واسع لعدد كبير من المدرسين المؤهلين في مجال / التعليم الإلكتروني/ باعتبار أنه عملوا فيه في ظروف استثنائية .
ضرورة ملحة حالياً
يقول أستاذ اللغة الانكليزية في المعهد محمد العاري : إن التعليم عن بعد هو ضرورة ملحة في هذه الأيام لتعويض الطلاب عن /الفاقد التعليمي/ وخاصة في ظل الإجراءات الإحترازية ، كما أن لهذا التعليم ميزات تطور من قدرات الطالب والمدرس في نفس الوقت ضمن البيئة التفاعلية التي يوفرها هذا النوع من التعليم.
يضمن تفاعل مستمر
وعن آلية تفعيل هذا النوع من التعليم يوضح الدكتور همام عبد الكريم مدير معهد إيبلا للعلوم السياحية والفندقية بأن المحاضرات يتم بثها على موقع المعهد الإلكتروني وبطرائق متعددة تبدأ بالتدريج حسب سهولة تلقيها ابتداءً من ” الواتس أب ” أو تنزيل محاضرات الإلكترونية بملفات الـ /PDF/ أو من خلال برنامج /السكايب/ والذي يتيح للطالب والمدرس بالاجتماع ضمن حلقات ودوائر مغلقة مع المجموعة ليتم شرح وإعطاء المحاضرة ، متابعاً بأن برنامج السكايب هو برنامج تفاعلي يعطي للطالب فرصة بشكل مباشر وآني للاستفسار عن أي معلومة خلال جلسة التواصل مما يشكل بيئة تفاعلية افتراضية لا تختلف مطلقاً عن الجلسات التعليمية التقليدية .
ويضيف د.عبد الكريم أن هناك جدول لتنظيم وقت بث المحاضرات مما يؤمن للطالب متابعة الدروس والمحاضرات بشكل منظم، مشيراً إلى أن / التعليم الإلكتروني/ يفترض أن يكون جزء من ثقافة الطالب وبأنه الوقت المناسب لتفعيل هذه الفكرة بهدف تعليم جيل الشاب كيفية استغلال الأزمات وإيجاد البدائل ولاسيما بالحقل التعليمي .
وعن الصعوبات التي تواجه هذا النوع من التعليم يقول عبد الكريم بأنها تتلخص في ضعف سرعة الإنترنت لتحميل البرامج وتنسيق البرامج بشكل مفاجئ هي المشكلة الأساسية التي تواجهنا ، وبالنسبة للطلاب والمدرسين فهم مؤهلين لحد مقبول لإجراء تنفيذ فكرة/التعليم عن بعد/ .
ختاماً :
يذكر أن التعليم عن بعد(Distance learning) أحد طرق التعليم الحديثة نسبياً وهو نقل برنامج تعليمي من موضعه في حرم مؤسسة تعليمية إلى أماكن متفرقة جغرافياً ويهدف لجذب طلاب لا يستطيعون في الظروف العادية الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي ، ومن ميزاته المرونة حيث يجعل ساعات التعلم مفتوحة والأماكن غير محدودة ومتاح في أي وقت ويقدم صوتاً وصورة ونصاً في آن واحد إضافةً للسرعة والدقة الفائقة في الحصول على المعلومة ويمكن تخزين الرسائل والمواد التعليمية إلى أن تصبح الجهة المستقبلة مستعدة لقراءتها كما يعمل على تمتين العلاقة بين الطالب والمدرس وتوفير جو أسروي تعليمي فعال.
رقم العدد 15988

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار