عـنوان غـريب .. في فوائد الكورونـا..!

الجماهير / د. سعـد بساطــة
تعـددّت المقالات فيما يسببه فيروس كورونا من رعـب للعالم كله. حتى قال رئيس وزراء بريطانية جملته الصادمة: «الكثير من العائلات سيفقدون أحباءهم مبكرًا» من واقع معرفته بخطورة ما ستسببه الجائحة من آلام للجميع.
إلا أن هناك جوانب أخرى إيجابية نمت وظهرت في مجتمعـاتنا، وهي:
1: خوض تجربة التعليم عن بُعد: أتحدث إلى حفيدتي. فقالت لي أستأذنك فموعد الدرس على «سكايب» سيبدأ الآن. إذن الدراسة عن بُعد بدأت في التحقُّق خلال هذه الأزمة. كشفت عنها وزارتا التربية والتعليم العالي.
2: نشر ثقافة العمل من المنزل: أمر يوفر لنا الكثير من أجر المواصلات واستهلاك السيارات؛ والوقت الذي عادة ما يضيع في زحام الشوارع. تكاليف كثيرة يتم توفيرها إذا انتشرت هذه الثقافة. حجم وجودة الإنتاج والإنجاز المُوثَّق هذه المرة.
3: تخفيض نسبة التلوث: من الزحام والعادات السيئة المنتشرة فى الشوارع. قرأنا أخيراً تحت عنوان: الأرض تأخذ استراحة.. انخفاض التلوث العالمي بنسبة 48% !
4: الدولة الرقمية: لم تعد رفاهية؛ أصبحت إلزاماً وجاءت الأزمة دافعاً لها.
5: الحفاظ على النظافة الشخصية: النظافة في البيوت وفي المؤسسات العامة وحتى نظافة كل شخص أصبحت أقرب للهوس. (أمر حميد لو يستمر بعد انقشاع الجائحة).
6: الفيروس سيُعلِّم الناس الابتعاد عن المجالات التي يمكن أن تسبب العدوى.
7: يقال إنهم اكتشفوا مصلًا لعلاج الفيروس في ألمانيا. وأعتقد أن هناك صراعاً بين الدول المتقدمة للوصول للمصل والعلاج؛ وهو أمر مفيد للبشرية كلها.
عـلى الصعـيد الشخصي: تتيح فرصة للقراءة والصمت والتأمل والراحة من مجاملات حضور السهرات والندوات، بل والعزاءات وحفلات القران.. فرصة لإعادة قراءة نظرية مالتوس، الذي رأى أن إنتاج الغذاء يمضي بمتوالية عددية، وإنتاج المواليد يقفز بمتوالية هندسية، وحتى يتم التوازن فلا بد من المجاعات والحروب والأوبئة، بل وتعقيم ذكور البشر وإناثهم.. وهناك إحصاءات عن مئات الألوف، الذين تم إخصاؤهم في أمريكا من السكان الأصليين!
أي أنَّ هناك أيضاً أشياء تبعث على الأمل. فمع دخول دول كثيرة في حالة إغلاق بسبب الفيروس، حدث تراجع كبير في مستويات التلوث.
ومع إلغاء شركات الطيران الرحلات بشكل جماعي، وتحول ملايين العاملين إلى العمل من المنازل، من المتوقع أن يواصل مستوى التلوث انخفاضه في دول أخرى حول العالم.
وأصبحت المياه، التي عادة ما تكون عكرة، واضحة لدرجة أنه يمكن رؤية الأسماك فيها.
هناك الكثير من القصص عن شراء السلع بدافع الذعر، والمشاجرات حول ورق التواليت والأطعمة المعلبة، لكن الفيروس حفز أيضاً أناساً حول العالم لتقديم لفتات طيبة.
قام اثنان من سكان نيويورك بتجميع 1300 متطوع، خلال 72 ساعة، لتقديم مواد البقالة والأدوية للمسنين والضعفاء في المدينة.
وقرأنا أن مئات الآلاف من الأشخاص، في المملكة المتحدة، انضموا إلى مجموعات الدعم المحلية، التي تم إنشاؤها لمكافحة الفيروس
متاجر البقالة في أستراليا من بين أولئك الذين ابتكروا “ساعة للمسنين” خاصة، لذا فإن المتسوقين من كبار السن وذوي الإعاقة لديهم فرصة للتسوق بسلام.
في إيطاليا، حيث يسري إغلاق كامل للبلاد، انضم الناس معا من شرفات منازلهم، ليغنوا أغاني ترفع من روحهم المعنوية.
وشارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل هواياتهم الجديدة، بما في ذلك القراءة والخبز والحياكة والرسم.
وتستضيف مكتبة واشنطن العامة نادياً افتراضياً للكتاب، بينما قدّم مدرس فنون، في ولاية تينيسي الأمريكية، دروساً عبر البث المباشر للأطفال غير الملتحقين بالمدرسة، لكي يلهمهم على الإبداع في المنزل.
رقم العدد ١٥٩٨٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار