الجماهير.. / عبد الكريم عبيد
في الوقت الذي يخوض العالم متاهات كورونا وأخطارها في محاولة منه الخروج من هذا النفق المظلم ، تطالعنا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتقريرها الذي تفوح منه رائحة العفن والتآمر والتوظيف السياسي لاستهداف بنى دولة ومؤسسات وقوى أمنية وجيش حارب أعتى الهجمات الإرهابية الوهابية المتطرفة التي ما فتئت تكذب وتختلق الوقائع ولا تتورع عن فعل الموبقات للصق التهم بالحكومة السورية على أنها هي من فعلت ذلك .
بالتأكيد أن تعود هذه المنظمة الدولية إلى دفاترها العتيقة وفي هذه الظروف بالذات الذي يستنفر فيه العالم لمواجهة أخطار تفشي هذا الوباء إنما هو دليل على إفلاسها أولاً وثانياً أمر عمليات من قادة العدوان على سورية والمتمثل في واشنطن وأنقرة ومن ورائها الكيان الصهيوني لضرب استقرار هذا البلد الذي بدأ يتعافى رغم القيود والحصار الخانق عليه .
محور المقاومة الذي دفع ضريبة باهظة من دماء شبابه وشعبه وجيشه يقطف الآن ثمار الصمود بانتصار ناجز لا أحد يستطيع انكاره الأمر الذي دفع بدول العدوان أن تشدد الحصار الاقتصادي وأن تحارب الشعوب في لقمة عيشها وأن تنزل عقوبات مشددة على المؤسسات الاقتصادية والبنكية لتدفعها إلى مزيد من العجز وضعف الثقة بها من قبل الزبائن وبالتالي إعلان إفلاسها ، وذهبت هذه الدول في عدوانها وإجرامها الاقتصادي إلى أبعد من العقوبات على البنوك لا بل الشخصيات ورجال الأعمال الذين يمكن أن يساهموا في عملية التصدير والاستيراد في محاولة لتأمين سبل العيش للمواطنين ووفق سياسة اقتصادية وبتسعير مقبول للتخفيف من وطأة الحصار.. حتى هذه الشخصيات حاربوها وفرضوا عليها قيوداً وعقوبات انطلاقاً من مفهوم دول العدوان الذي تحاول ترسيخه في أذهان الدول والشعوب وعلى مبدأ من ترضى عليه أمريكا أولاً والأوربيين ثانياً يعيش ، ومن أغضبها فليذهب إلى الجحيم ولديها الاستعداد أن تذهب إلى أبعد من ذلك في مجرى العقوبات الاقتصادية وعلى رأسها ترامب الذي يرفض أن ترفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وسورية وفنزويلا والكثير من الدول التي تعاني الحصار وتعتمد على ذاتها في اتخاذ إجراءاتها للتصدي لفيروس كورونا الذي أجتاح كبرى الدول المتطورة .
والسؤال الذي يطرح أين هذه الدول ” أعني أمريكا والدول الأوروبية ” من شعارات الإنسانية والديمقراطية والمواثيق والأعراف الدولية التي تدعي التمسك بها .
الأحداث التي حصلت منذ بداية القرن الحادي والعشرين حتى الآن سواء على مستوى الكوارث الطبيعية أو الحروب التي افتعلها أدعياء الديمقراطية والتي فتكت في شعوب منطقتنا تؤكد أن دول العدوان بعيدة كل البعد عن شعارات هي من أطلقها وسوقها لا بل وترفض كل المناشدات الدولية لرفع العقوبات.. أنها تستثمر في معاناة ودماء الأمم والشعوب .
وكأن المجازر التي افتعلوها بحق شعبنا لم تشف غليلها بالعقوبات الاقتصادية على اختلاف أشكالها ودرجاتها لافتعال المزيد من موجات الغلاء والشقاء الإنساني.
لكن يبدو السحر أنقلب على الساحر وانقلبت الموجة على من افتعلها وفرض العقوبات الاقتصادية ليستغيث هو على أمل المساعدة من دول لم يكن يقيم لها أي وزن إنها دورة التاريخ..
رقم العدد ١٦٠١٠