لم يأتوا بشيء جديد.. هذه أخلاقيتهم ..!!

الجماهير / عبد الكريم عبيد
يؤكد علماء الاجتماع أن الإنسان ابن بيئته ومن خلال سلوكياته وتصرفاته وردود أفعاله وبخاصة في أوقات الأزمات العصيبة يعكس عقلية معينة في تعاطيه مع أي مشكلة طارئة وبخاصة إذا كانت لها من الحساسية الشيء الكثير حيث تقرر فيها مصير الشعوب والدول لا سيما وإن كانت تتصدر المشهد الدولي وأصبحت أمام مواطنيها في عريها القيمي والأخلاقي الحقيقي حيث تزول الصورة النمطية التي كونتها مؤسسات ووسائل إعلامية ضخمة مرتبطة برأسمال ضخم يغذيها لصناعة رأي عام يمجد أفعال هذه الدول ولو كانت تمس البشرية وحقوقها الطبيعية .
اليوم الدول الكبرى مثل أمريكا ودول أوروبا والكثير من دول أمريكا اللاتينية فشلت في التعاطي مع أزمة كورونا بالشكل الصحيح ولم يكن لديها الاستعداد الكافي لمواجهة أي جائحة ولو من باب أخذ الحيطة والحذر والإجراءات الإسعافية مما عّقد الأزمة وضاعف الأرقام سواء على مستوى الإصابات أو الوفيات.
هذا الواقع المؤلم دفع الدول الكبرى إلى التصرف بعقلية البلطجة وقطاع الطرق في التعاطي مع المساعدات الطبية المقدمة لبعض الدول عندما سطت على مساعدات طبية وكمامات خاصة بالوقاية من فيروس كورونا لا بل هذه الدول ورغم أن الوباء انتشر بين مواطنيها تصر على أحكام العقوبات على الدول الأخرى وتمنع عنها المساعدات التي هي بحاجة إليها للتصدي لهذا الوباء العالمي وكأن بها تصر على تفشي هذا الوباء بين شعوب المنطقة بالكامل .
المنطق يقول أن تسعى الدول الكبرى إلى رفع الحظر والحصار الاقتصادي.
وأن تبادر إلى إنشاء خليات عمل في كل دولة تراقب المشهد العام وتطورات الكورونا وترفع تقاريرها اليومية إلى منظمة الصحة العالمية لتكون مشهداً أو معطى علمي عام عن حركة هذا الوباء .
إلا أن عقلية الاستعمار القديم والاستكبار والهيمنة على دول المنطقة ونهب خيراتها ونفطها وإفقار شعوبها لا تزال تعشعش في أعماق صناع القرار في الدوائر الغربية والأمريكية وهذا ما يفسر سبب القرصنة التي حدثت للسفن التي تحمل مساعدات طبية للوقاية من فيروس كورونا وكأن بهم يقولون نحن أولاً وليكن الطوفان ولتذهب بقية الشعوب إلى الجحيم .
هي ثقافة أو الأصح استراتيجية متأصلة في نهج وسلوك بعض الدول الكبرى وإن تحدثت عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فهي تظل في إطار ذر الرماد في العيون والتشويق الإعلامي لإظهار أنفسهم بأنهم أهل حضارة وتقدم..
ترامب يريد أن يداري فشله في إدارة الأزمة ويرفع من أسهمه الانتخابية وذلك باتهامه الصين التي أظهرت أنها دولة عظمى من خلال تعاطيها مع أزمة كورونا وتصرفت بمسؤولية عالية في حين ترامب أوقف دعم أمريكا لمنظمة الصحة العالمية متهماً إياها بالتواطؤ مع الصين في تعاطيها مع ملف كورونا محاولاً بذلك تصدير فشله وسياساته المتهورة التي تقود أمريكا وحلفائها إلى الهاوية
والمشهد الدولي قبل كورونا .. لن يكون كما بعدها ..
رقم العدد ١٦٠١٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار