قداسة الدماء والعرق..!

الجماهير/ بقلم حميدي هلال

تتلعثم حروفي عندما أستجدي القلم ببضعة كلمات صادقة عساها ترتقي الى عظيم شأنهم ، فهنا للحديث قداسة ، حيث الروابط لا تنفصم بين طهر الدماء وطهر العرق ، قطرة دماء نزفت من جسد شهيد ، وقطرة عرق نزفت من جسد عامل..
أولئك الذين تبنى على قطرات عرقهم الدول ، وتشاد الحضارات وترفع الصروح.
و كما أن الروابط لا تنفصم بين بناء الحضارة الإنسانية وتطورها وازدهارها وبين قيمة العمل والإعلاء من شأنه ومن شأن اليد التي تنتج وتعطي، كذلك هذه الروابط لا تنفصم بين عيد العمال وبين ما يعنيه ويرمز إليه من عطاء وحقوق وكرامة وعدالة.
إنهم يستحقون الدعم ، فأيدي عمال سورية جديرة بأن تلف بالحرير ، تلك التي أهدت البشرية الخيط واللون منذ آلاف السنين واستمرت في العطاء على مرِّ التاريخ وتتالت مساهماتها وتنوعت من النسيج إلى الهندسة إلى الفن إلى الصناعة وليس آخرها ابتكار الأجهزة الطبية ونشير هنا الى ما ابتكره صناعيو حلب ” جهاز المنفسة الطبية أمل ” .
فالسوريون بهذا المعنى يستمرون في حياكة قصتهم مع الإبداع والعطاء بخيوط من نور.
السيف والبروكار وسواها خير شاهد على مسيرة حافلة منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا، بل إن أيدي وعقول السوريين كفت ثغورها وأمدت الأمصار بالمهرة والصناع على مر الزمان حتى نقل الملوك والسلاطين أمهر الصناع ليشيدوا حضاراتهم .
نحتفل بعيد عمالنا وقلوبنا تتطلع الى أمل سعادتهم وراحتهم وحصولهم على كافة حقوقهم المالية والمعيشية من خلال تطوير قوانين العمل وتحديثها بما يتناسب مع تطور الحياة و تغيّر أساليب المعيشة وارتفاع تكاليفها ، و إطلاق مبادرات مستمرة لدعم العمال .
رقم العدد ١٦٠٢٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار