الجماهير – بيانكا ماضيّة
“في زمن اللاكورونا، كان للمشاعر طريقةٌ في التعبير حسيّةٌ، كان يصافح بعضُنا بعضَنا بأن يمدّ الفردُ منا يدَه تجاه الآخر ليمسكَ يده ويهزّها قليلاً، وكان الواحد منّا يقبّل وجنتي أخيه الإنسان إن رآه بعد غيابٍ طويل، ويعانقه بأن يضمَّه إلى صدرِه ويضعَ يديه خلف ظهره ويشدّه إليه … وكان الحبيبُ يمسحُ يدَه على شعرِ حبيبته ليعبّرَ لها عن حنانه، وكانت الحبيبةُ إن رغبت في التعبير عن حنينِها إليه واشتياقها وضعت رأسَها على صدرِه أو كتفِه.. كانت الوجوهُ أقرب إلى بعضها في ذاك الزمن، أقرب مما تتوقّعين..كان التعبيرُ عن المشاعر حسيّاً خالصاً لا كما نتصرف اليوم بالإشارات، وبالتلويح بالأيادي، كان يتمّ عبر حاسةِ اللمسِ على عكس ما نتبعه اليوم من نظرٍ وحسب!!”..
جدّةٌ تقصُّ لحفيدتِها قصّةً من الزمن الجميل، زمن اللاكورونا! فيما الحفيدةُ فاغرةٌ فاهَها وهي تستمع إلى ذاك المقطعِ من قصّة جدتها، ولكنها وبحركة عفويّة لا إراديّة قفزت الطفلة إلى حضن جدتها؛ لتعانقها عناقاً شديداً رغم كل ماتمّ تعميمُه !.
رقم العدد ١٦٠٢٩