بذكراهم نتكرّم

الجماهير – حسن العجيلي

نتكرم بذكرهم وذكراهم وقد نالوا التكريم الأسمى من الله عزّ وجل بمنحهم الحياة الأبدية والفرح بما آتاهم من فضله ، فالشهداء أسمى مخلوقات الله وأجلهم عنده وقد ضحوا في سبيل القيم والمُثل النبيلة .
وعلى أهمية عيد الشهداء وذكراهم في السادس من أيار وما قدمه حينها الأبطال الوطنيون عام 1916 من أنموذج يحتذى في الوطنية والانتماء ومواجهة الاستبداد العثماني ، إلا أننا نجد أنه لم يعد يكفينا يوم في العام للاحتفاء بذكرى الشهادة والشهداء ، فأبناء سورية وخلال الحرب الإرهابية التي تعرض لها وطننا جسدوا بتضحياتهم ما يعجز القلم عن وصفه أو الإحاطة به فخراً وعزاً ، وهم يواجهون عصابات الإرهاب العالمي والتي وإن تغير لونها وشكلها إلا أنها أداة لهدف واحد ، ولكن هدفهم ومحاولاتهم المتلونة اصطدمت بإرادة واحدة إرادة أحفاد رجال السادس من أيار عام 1916 بل وأشد قوة جسدها أبناء الوطن بشكل عام ورجال الجيش العربي السوري بشكل خاص .
اليوم لم تعد ساحة المرجة وحدها من تحتفي بالشهداء فكل الساحات والشوارع تحكي قصص البطولة والتضحية ، ولم يعد ينفع الشعر والنثر في مدح تضحياتهم فصور بطولاتهم وعباراتهم وهم يواجهون العدوان أسمى من كل المعاني فالشهيد يحيى الشغري قال لهم ” والله لنمحيا ” والشهيد باسل قرفول أحبط هجومهم وغيرهم من رفاقهم الذين ضحوا ومازالوا ليحيا الوطن .
والعيد هو مناسبة لنجدد الدعوة بأن نزيّن الساحات والمباني والشوارع بأسماء شهداء الوطن ليتكرّم بهم وبذكرهم كل مكان وقد منحونا كرامة الحياة وعزتها .
رقم العدد ١٦٠٣٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار