وكان السوط هو الأداة!.

الجماهير- بيانكا ماضيّة

وكان لا بد من تطهير الهيكل بأي الطرق، فالهيكل هو بيت الله. وبيت الله له قدسيته.. ولذلك طرد السيد المسيح الصيارفة وباعة الحمام، “ووبَّخ الناس بشدة قائلاً: “مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص” (متى 21: 12، 13).
“أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة، وكراسي باعة الحمام، ولم يدع أحداً يجتاز الهيكل بمتاع”..
هذا مافعله السيد المسيح حين دخل الهيكل ورأى مارآه، صنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل، فما بالنا إذا دخل تلميذ السيد المسيح، ومن سار على خطاه، ورأى المحتل يغتصب أرضه وعرضه، ألن يحمل السلاح ليدافع عن أرضه؟!.
القدس مدينة مقدسّة ويجب الدفاع عنها في الأزمان كلها، ولهذا فإن حارس القدس المطران إيلاريون كبوجي يمثلنا ويمثلنا ويمثلنا..
مناسبة هذا الكلام منشور لميساء سلوم (المذيعة سابقاً) نشرته في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، أشارت فيه إلى أن حارس القدس المطران كبوجي لايمثلها..
كلام السيدة ميساء سلوم يمثلها وحدها في رؤيتها لشخصيّة حارس القدس، المطران كبوجي، فإن كان لايمثلها، فهو يمثل السوريين، ولا علاقة للمسيحيين الذين يؤمنون بأفعال وأقوال السيد المسيح بما نشرته في صفحتها..
ولا يتبنى المسيحيون أقوال وأفعال المطران كبوجي وحسب، لا بل المسلمون أيضاً في كل أنحاء الوطن العربي، وكل إنسان وطني حرّ شريف..
هذه ليست وجهة نظر خاصة بنا، وإنما هذا إيمان حقيقي.
في منشورها وقعت في مطبّات عديدة تسجل عليها كموقف، أولها أنها أشارت إلى أن المطران إيلاريون كبوجي حارس القدس لايمثلها كمسيحية، وأن من يمثلها هو السيد المسيح وحده، ولكن السؤال الذي لابد من طرحه في هذه النقطة تحديداً، ألم يكن السيد المسيح هو الثائر والمقاوم والمناضل الأول ضد الفكر الصهيوني- إن جاز التعبير- ألم يطرد السيد المسيح بسوطه الصيارفة وباعة الحمام الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، ألم يقل: “مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”؟! إذاً ثار هو على كل من تعدى على حرمة هذا الهيكل وطرده شرّ طردة!.
هذا أولاً، ثانياً تقول في المنشور نفسه: “الركب الساجدة أقوى من كل الجيوش الزاحفة” وهل الركب الساجدة هي التي ستحرر فلسطين من أيدي مغتصبيها؟! فإن لم تكن هناك مقاومة وكان هناك سلاح لن يتحرر شبر واحد من أرض فلسطين! هل كان تحرير سورية من الجماعات التكفيرية الإرهابيّة بفضل الركب الساجدة؟! ماتقوله في منشورها يعبر تعبيراً صارخاً عن الخنوع وعدم المقاومة، فيه إضعاف للشعور الوطني المقاوم، وللحس القومي الذي نادى به حارس القدس..
ثم تقول كبوجي شخصيّة سياسيّة لا مسيحية، وهل هي التي تفتي بتقييم هذه الشخصيّة الدينية المقاومة الفذة؟! تقييم هذه الشخصيّة ليس لأمثال ميساء سلوم ممن ينادون بترك السلاح، أإلى هذه الدرجة مغسولة عقول البعض المسيحي ممن يمشون في تيارها؟! ثم إن التمايز هنا ليس منطقيّاً ولا وطنيّاً فهل كان المسيحيون في دفاعهم عن وطنهم سورية سياسيّون؟! أم أن الوطنية وحب الوطن وبذل الغالي والنفيس هي التي كانت منطلقهم في الدفاع عن وطنهم؟!إن في منشورها هذا الذي أثار الجدل منطقاً لاوطنياً، وقصر نظر، وضيقَ أفقٍ سياسي، فيه صوت تطبيعي من أصوات التطبيع وفكر لايختلف عن الفكر الداعشي.. إنها دعوة للعنصرية لم نتوقعها من إعلامية لها تاريخ طويل في الإعلام السوري.، ألم يكن واجباً عليها أن تفتخر بسيرة هذا المطران لأنه نصر الحق الفلسطيني ودافع عنه بكل قواه وعقله وفكره؟! أم أن لها وجهة نظر أخرى تجاه القضيّة الفلسطينية؟!
إن أجمل وأروع مافي سيرة المطران كبوجي في مرحلة القدس، نقله السلاح في سيارته، وخروجه في المظاهرات مندداً بالصوت العالي (فلسطين عربية)!
نهاية لابد من القول: لم أستغرب أثر الطلقات التي أطلقها (حارس القدس) مذ بدء عرضه، وفي هذه المرحلة تحديداً، فالفكر الصهيوني أصبح في عقر دارنا!، ولابد من المقاومة وحمل السلاح لتحرير كل شبر من الأراضي المحتلة كيلا نُصلبَ ذات ليلةٍ لا عشاءَ فيها، بل فيها قبلات اليهوذيين!.
رقم العدد ١٦٠٣٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار