ديمقراطية الدكتاتورية .. أمريكا أنموذجاً

الجماهير / رضا الأحمد

بعد عقود من الزمن بدأ القناع ينكسر، والوجه الحقيقي لأمريكا يظهر بملامحه السوداء، ودكتاتورية الموقف، وهزالة القرار لتنهي لعبة الديمقراطية ويحل بدلاً عنها القمع والاضطهاد، واستخدام كل الوسائل المحرمة لفض التظاهرات التي بدأت وقد تستمر لأشهر.
الحقيقة أمريكا وفق ما هو جديد من أحداث تحولت من دولة عظمى تتلاعب بحياة الشعوب، وتتخذ ما يحلو لها من قرارات لاستنزاف مقدرات دول وإشعال الحروب بدول أخرى، وتدوين الاعتراضات على من ينتهك حقوق الإنسان حسب زعمها حتى لو شمل الحدث فردا” قد لامس الظلم في أي مكان تحت عنوان الدفاع عن القيم، وهاهي الآن تثير السخرية الديمقراطية .
أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف وفي ولايات عدة اشتعلت جراء إقدام الشرطة على قتل مواطن أمريكي من أصول إفريقية.
ادعاءات الإدارة الأمريكية بعدم اللجوء للحرس الوطني لفض التظاهرات جاءت وفق تصريح ولكنها استخدمته بمشهد غير مسبوق لأبشع صور القمع ،وما يعرض من مشاهد على الشاشات لاستخدام الغاز المسيل للدموع وسيارة الشرطة التي دهست عشرات المتظاهرين في الشارع لم يكن سوى مشهد مروع.
فماذا يحدث في دولة الحضارة و الديمقراطية ؟!!!
ولماذا تختفي الإدارة الأمريكية عن المشهد ؟
هل اختبأت ..أم هربت؟!!
وما هو دور الصحافة الأمريكية الغائبة أيضاً عن ساحة الحدث ،بالوقت الذي كانت فيه فاعلة في أضعف موقف تريد إدارة ترامب استغلاله.
أمام هذه التطورات الخطيرة ؛هل أمريكا ذاهبة لحرب أهلية وتفكك بعد أن كانت تصنف الدولة العظمى في العالم .؟
المشهد يدل على استمرارية الشغب والأسباب متوفرة فأربعين مليون عاطل عن العمل، وانهيار اقتصادي بسبب الكورونا ،وإدارة فاشلة لا هم لها إلا منع الصين من التقدم والتطور، لتبقى هي الأولى .
فهل الحفاظ على المركز يأتي بمنع الآخر من العمل .. أم في روح التنافسية للوصول إلى الهدف؟
ما يخفيه المشهد الاحتجاجي الكثير من الرسائل ،فإذا أفلت الحبل فالقادم كارثي على أمريكا من انهيار في المنظومة السياسية، والاقتصادية ،وحتى العسكرية مما يدخلها إلى المجهول الذي كانت تحكمه ديمقراطية الدكتاتورية .
رقم العدد 16060

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار