لم ولن نوقّع!

الجماهير- بيانكا ماضيّة

في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاماً، صمت الإعلام السوري عن الكلام، ورفرف العلم السوري على شاشته. وجمت الوجوه، واقشعرت الأجساد، وران الصمت في البيوت والشوارع.
ما الخبر؟! وأعلن الإعلام السوري رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد. يا لفجيعة الأمة بالرحيل ويا لفجيعة السوريين بفقدان الأب المؤسس، وردد شباب سورية بصوت واحد ملؤه الحزن والألم (يا سورية اليوم مالك؟! فقدتي أغلى رجالك!) رحل بطل الحرب والسلام الذي كرس حياته لخدمة الأمة العربية ولاستعادة الأرض والحقوق العربية المغتصبة. رحل الأب الذي أسس مدرسة في المقاومة والنضال، الذي علّم الأجيال معنى الانتصار، القائد الحكيم الذي شهد له العالم بحكمته المعهودة في قلب موازين السياسة، فسجله التاريخ في صفحات الخالدين، وكان اسمه عنواناً للعروبة والرجولة.
وعلى الفور تم تأييد نجل القائد الراحل، الشاب بشار الأسد رئيساً للبلاد، وردد الشعب السوري هتافات (بالروح بالدم نفديك يا بشار، وشدّ الهمة يا بشار نحن رجالك).
ولكن رجلاً كحافظ الأسد من الرجال الذين لايرحلون، الرجال الذين يحملون قضايا الأمة رجال يخلّدهم التاريخ فيدخلونه من أوسع أبوابه..هو الرجل الذي عبر بوطنه إلى بر الأمان، هو الرجل الذي ترك إرثاً سياسياً وعقائدياً فريداً، فكان رمزاً للصمود والتصدي، وكانت مواقفه مصدر فخر واعتزاز لكل من يملك قيم الوفاء والانتماء.
ولم يمت حافظ الأسد، بقي فكراً تنتشر عناوينه في كل المحطات والمواقف والأحداث. لم يمت حافظ الأسد، فالأسود لاتنجب إلا أسوداً، ومن عبر زماناً كانت فيه الأمة العربية تحت ضغوط خارجية للتسليم والتركيع، لايورث أبناءه إلا قيم الكرامة والإباء، ومن لم يوقّع يوماً، سيورث أبناءه هذا الفكر المقاوم والمدافع عن الحقّ المغتصب، فلسطين المحتلة.
وماحربنا اليوم التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، والتي شارفت على النصر النهائي، إلا امتداد لأثر تلك المواقف التي سجّلها القائد المؤسس حافظ الأسد.
لم يوقع الرئيس الراحل حافظ الأسد، ولن يوقّع ابنه السيد الرئيس بشار الأسد، ولن تذهب دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم سدى، ستبقى دماؤهم أمانة في أعناقنا، وسنبقى معاهدين الأب المؤسس لسورية الحديثة والذي تعلمنا في مدرسته قيم الوفاء والمقاومة والنضال، السير خلف قيادة نجله السيد الرئيس بشار الأسد الذي سلّمه الراية إيماناً بالقيم التي يحملها والتي زرعها في نفسه وروحه منارةً ونبراساً، سنبقى معه حتى تحرير آخر شبر من أرض سورية، وحتى استرجاع كامل الأراضي المحتلة.
بذلنا الغالي والنفيس في هذه الحرب، ولن يأتي اليوم الذي يقال عن سورية إنها ركعت لإرادة مستعمر.
(سوا) حتى آخر قطرة من دم وروح، ومعك أيها الرئيس الأسد، فأنت الأخ الذي لم يدع السفينة تغرق، ووجّهت بوصلتها وأشرعتها نحو الهدف السامي، وسنصل معك بر الأمان، فمن حارب دولاً نفثت سمومها تجاه سورية عشرة أعوام لن يكون النصر إلا حليفه. معك يا أيها القائد العظيم وسننتصر، فقدر سورية العظيمة، سورية التاريخ أن تحارب وتقاتل بشراسة حتى النصر والتحرير.
رقم العدد ١٦٠٦٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار