الجماهير – بيانكا ماضيّة
عن الهيئة العامة السورية للكتاب صدر للشاعر فايد إبراهيم مجموعة شعرية بعنوان (حمامتان على نخلة حلبيَّة) وهو عنوان قصيدة تخصّ حلب الشهباء عاصمة الثقافة الإسلامية ومدينة العز والبطولة والكبرياء، تقع هذه المجموعة في 224 صفحة من القطع المتوسط.
(حمامتان على نخلة حلبيَّة) هو الديوان السابع للشاعر إبراهيم، ويتضمن 53 قصيدة، معظمها كتبه خلال الحرب الظالمة على وطننا الحبيب.
وفي وقفة للـ(الجماهير) معه يقول عن المجموعة: هي ذات مضامين وطنية وقومية وإنسانية تتنوع فيها الأساليب والأدوات، وتعبر عن معاناة شعبنا، وعن بطولاته، وتفضح جرائم المستعمر وأذياله، وتنقد الأفكار العفنة والفساد .
عن اختياره مفردة (النخلة) في عنوان القصيدة التي عنون بها المجموعة، رغم عدم وجود نخل في حلب، يقول: اخترت (النخلة) لما لها من معانٍ ومدلولات وإيحاءات مقدسة، أولها نخلة سيدتنا مريم، نخلة كلمة الله، نخلة السلام، ولانسجام رمزها مع رمز الحمام.
أعرف أن النخل قليل في حلب، ولكنني رأيت فيها نخلاً حين كنت أخدم العلم في منتصف الثمانينيات.
وفي قصيدته (حمامتان على نخلة حلبيَّة) يبتدئ بالسلام على حلب، على كبريائها، على نخلتين تستدرجان الحمام، ثم يشبهها بالحمام فلحلب هديل “يهفو إلى روضة الحلم” عاشق هو لهذه المدينة حباً وحرباً، وكيف لايعشقها من خدم العلم فيها؟! وينادي سيف دولتها أن يوقف زحف الموت إليها، ومن غيرهم أبطال الشمس هم الذين ساروا على هدي سيف دولتهم ليحرروها من أنياب مستعمريها، يقول:
خذي ، يا سماء نصيبك من بهجة الأرض/ وابني دعائم وحيك / في مرتقى الشهداءْ/ تجلَّي ، مرايا الحضارات،/ من قلعة المجد/ في حلب العائدةْ/ أفيقي ،دماءَ الميامينِ،/ ورداً على شرفة الصبح.
ردِّي إلى فرح الجرح أضواءه الشاهدةْ./ هنا حلب / فانهدي يا حدائقُ. / قلبي شقائق نعمان مجدكِ/ قد سقطت غاشيات الرهانِ/ وضاعت فتاوى التماسيح/ في نفق غبشيٍّ/ وعاد يسوع وأحمد من مولدينِ / إلى مولدٍ ثالثٍ يستحقُّ السلام.
سلام على الثلج يشرح صدر الطبيعة / في صحوة النصر / ما أكرم الحزن غضبان للحق في غمرة العنفوانْ !/ وما أبرع الكلمات الجليلة/ تحمل خمر الصباح /إلى حلبات الطعانْ!.
وفي مقطع آخر يقول:
هنا حلب /يا غراب الغباء العميِّ/ نعيبُك يطفئ أعينك اللائبةْ/ هنا حلب / يا قدود الحبيب الشجيِّ/ ويا روحه الذائبةْ.
هنا حلب / يا صفاء السماح/ ويا همسات الصبابة / والضحكة العاتبةْ/ نبيذاً شربنا أمانيك / يارقصة الزنبق المتألق / في مرتع الوجد/والنظرة الصائبة.
يذكر أن الشاعر فايد إبراهيم من مواليد 1952، قرية القبو / محافظة حمص، خريج جامعة دمشق ــ كلية الآداب ــ قسم اللغة العربية.
في عام 1976 أصبح مدرساً لمادة اللغة العربيَّة في ثانويات حمص ، وعمل مديراً لثانوية القبو لمدة 12 سنة . ثمَّ ذهب إعارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وبقي يدرِّس حتى عام 2003م .حصل خلالها على عدد من شهادات التقدير من وزارة التربية والتعليم والشباب ومن المنطقة التعليمية في الشارقة بمناسبات عديدة تربويَّة وأدبيَّة. وبعدها عاد إلى سوريَّة ليكمل مسيرته التربوية، وما زال مدرساً في ثانويات حمص حتى هذا التاريخ .
وهو عضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1995.. صدر له الدواوين الشعرية الآتية: “همسات في ظلال المحبة” اتحاد الكتاب العرب عام 1993، و( بيديك مفتاح المدينة) اتحاد الكتاب العرب عام 1994 م، و “على أفق الانتظار ” دار التوحيدي 2004م، و”اليوم أمنحكِ اشتعالي” اتحاد الكتاب العرب 2004 ، و”على شرفة الرؤيا” اتحاد الكتاب العرب عام 2009م . “جناحان من عبق لليمام” اتحاد الكتاب العرب عام 2010 م..
حصل على جوائز أدبيَّة عديدة داخل القطر وخارجه منها: داخل القطر : في مسابقات نقابة المعلمين الفرعية والمركزية لأكثر من دورة في التسعينات من القرن الماضي، وفي مسابقة اتحاد الكتاب العرب الفرعية عام 1991/ ومسابقة جريدة الأسبوع الأدبي عام 1994 ، كما حصل على جائزة في نشيد الأطفال 1994، وجائزة القدس التابعة للمفوضية الثقافية الإيرانيَّة عام 1991، وجائزة مدحت عكاش الأدبية عام 1992، وحصل على جائزة مجلة المنال الإماراتية عام 1995، ومجلة التراث الإماراتية عام 2002 م وجائزة وزارة التربية والتعليم والشباب “مسابقة النصوص الأدبية ” عام 2002 م ،ومسابقة البردة / الدورة الأولى 1425هــ / وزارة الإعلام والثقافة والشباب الإماراتية، وأخيراً جائزة سانا لأفضل قصيدة وطنية عام 2016 (عن قصيدة للشهداء).
لديه غير مخطوطة شعريَّة، ودراسة عن الطرفة الأدبية وأبعادها الإنسانية وغيرها.