الناخبون وأثقالهم ..!!؟؟

 

الجماهير / بقلم حميدي هلال

هل لنا أن نتصور أن يحمل الناخبون أثقالهم المعيشية على أكتافهم و يذهبون أفواجاً للتعبير عن اختيارهم بمن يمثلهم تحت قبة البرلمان ، في بلدٍ اكتظت فيه كل أسباب شظف العيش كتداعيات طبيعية لحرب ضروس استهدفت البلاد على مدى عقد من الزمن ؟؟ وهل يمكن أن نتصور اصطفاف الناس في” طوابير ” الناخبين لاختيار من سيعمل على انتشالهم من ” طوابير ” السكر و الرز و الخبز ؟
ليس الجواب مهماً بقدر السؤال نفسه ، فلربما الموقف من نتائج الانتخابات وما فرزته على مدى أدوار برلمانية سابقة لا يختلف كثيراً عما سبقه نظراً للنتائج النمطية التي اعتدنا عليها .
في المقابل ؛ و أعتقد على أية حال ؛ أن هذا ليس بالموقف المبدئي والنهائي لدى الناخب ، حيث يقول المثل الشعبي ” لو خلْيَت بلْيَت ” فالبحث عن الثقة بنتائج الانتخابات لا يزال جارياً ، رغم أن الثقة مثل الرضا غاية لا تدرك .
لقد حدث في بلادنا ما حدث، ولم يعد هناك بُد من الذهاب إلى صناديق الانتخابات، وإعلانها سبيلاً وحيداً لإعادة بناء الوطن من جديد ، على أمل أن تنتج العملية الانتخابية أناساً قادرين على تحقيق حلم سوري يعيد للمواطن ما تشظى منه خلال سنوات الحرب وإعادة تجميع ما تكسر لرسم لوحة جميلة تبهج الناظر وتنسيه سنوات الحزن والألم ، بعد أن استفرغت صناديق الذخيرة وسعها على مدى أعوام عشرة ، ذاق فيها الناس ما لم يتصوّروه في أشدّ كوابيسهم هلعاً وخوفاً وفقراً .
بالتأكيد هناك من يعاني من عدم إخلاص نوابه وممثليه على مدى سنوات برلمانية خلت ، و لا يزال يعاني من مشاعر الإحباط التي تدفعه إلى مشاعر عدم جدوى المشاركة في الانتخابات ..!
لكن عليه أن يدرك أن المشاركة الانتخابية مهمة ، وهي استحقاق شخصي يجب ألا يفرط فيه ، فصوتك الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين ، وعسى أن تكون الانتخابات هذه المرة فرصة استثنائية لإعادة تجديد الثقة بتلك المؤسسة التشريعية ، وإنتاج نخبة برلمانية جديدة تحقق حلمنا أو نصفه على الأقل .
أعتقد أن صندوق الانتخابات يخبّئ لنا هذه المرة ما لم يكشفه في تجارب سابقة، وهناك مؤشرات ملموسة تقول إن التجربة هذه المرة ” غير ” وليس لدينا ما نخسره من المشاركة إذا لم نربحه .
رقم العدد ١٦٠٩٧

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار