التراجع عن التصريح .. ” فضيلة ” ..!؟؟

الجماهير – حسن العجيلي

هناك الكثير من المعنيين ممن يعتبرون أن التراجع عن التصريح فضيلة ..!! بعكس ما نراه نحن ، فما إن يغلق الصحفي الهاتف بعد اتصال بأحد المعنيين لسؤاله عن قضية ما ويجيب عنها حتى تنهال الاتصالات من هنا وهناك لعدم نشر الإجابة عن القضية موضوع النقاش وقد يصل الأمر لاتصال شخصي من المعني ذاته يبرر تراجعه عن التصريح الصحفي بأنه أجاب على حد قول البعض منهم ” بيني وبينك ” علماً أن الاتصال يكون رسمياً ويبدأ في أكثر الأحيان بتعريف الصحفي بنفسه والوسيلة التي يعمل بها .
هذا الواقع لم يعد حالة عابرة بل أصبح حالة تتكرر في كثير من الأحيان وبعض المعنيين – حتى لا نعمم – يتعامل مع وسائل الإعلام بهذه الطريقة ، أي طريقة سحب التصريح أو الندم لطرح الفكرة وغالباً لا لشيء وإنما حتى لا يسبب له تصريحه مشكلة مع المستويات الإدارية الأعلى ، وهنا مربط الفرس إذ أن هم هؤلاء ليس الرضا الشعبي أو معالجة قضايا المواطنين على ما يبدو بقدر ما يهمهم كسب رضى من هم في مفاصل إدارية أعلى بغض النظر عن التراتبية .
هذا النموذج من الإدارات – باعتقادي – لا يمكن أن يسهم في تطوير أداء المؤسسة التي يديرها ولا يمكن أن يحقق أدنى درجات الخدمات التي يتطلع إليها المواطن طالما أن همه كسب رضا المسؤول الأعلى منه بدل أن يكون همه الأول كسب رضى المواطنين بشكل عام والشريحة التي تخدمها مؤسسته بشكل خاص .
إن كسب ثقة المواطنين يكون بتحقيق تطلعاتهم وتطوير واقعهم وحل المشاكل التي تعترضهم ولا يكون بالجهد الحثيث لكسب رضا فلان أو علان مهما كانت النتائج على المواطنين ، وباعتقادي فإن هذه الصورة من الإدارات تمثل صورة تعيق التطور والتنمية التي يصبو إليها المواطن .
ختاماً ما نقوم به كصحفيين حين نشير إلى قضية ما لا يكون حباً بإثارة أو شهرة وإنما سعياً لشرح الحقيقة للجمهور وهذا جزء من واجبنا .
رقم العدد 16097

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار