بحرية ومسؤولية لنحسن الاختيار

الجماهير – حسن العجيلي

يومان على موعد الاستحقاق التشريعي لانتخابات أعضاء مجلس الشعب أي تنتهي اليوم الحملة الإعلانية للمرشحين والتي امتدت لأيام عمل المرشحون خلالها على تسويق أنفسهم بين المواطنين ليختارهم كممثلين عنهم إلى المجلس .
اللافت في الحملات الإعلانية – وأتحدث على مستوى محافظة حلب – هو انتهاج الأساليب القديمة في الحملات الإعلانية والتسويقية حيث برز استخدام الصورة كأساس تعريفي خاصة لمن يترشح للمرة الأولى أو من غير المعروفين على مستوى المحافظة وهذا أمر طبيعي لا خلاف عليه ، وكذلك صالات وقاعات الاستقبال الجماهيري أو ما يعرف بـ ” المضافات ” التي اقتصر الحديث فيها على المجاملات وتقديم ” الضيافة ” التي تنوعت من مضافة لأخرى .
العامل الأهم إلى جانب ما ذكرناه هو استخدام الشعارات الانتخابية كعامل تسويق يتلازم مع صورة المرشح والذي رأى المواطنون غلواً في استخدام تلك الشعارات ومنها شعارات غير قابلة للتطبيق ولا تلائم أن تكون شعاراً لمرشح واحد فيمكن أن تكون هذه الشعارات لقائمة أو تكتل سياسي أو قائمة أحزاب ، والنقطة الأهم أن حضور الشعارات كان على حساب البرامج الانتخابية التي غابت عن الكثير من المرشحين ، ولنعترف أن البرامج الانتخابية لم تساوي عدد المرشحين وحتى المرشحين المستقلين الذين شكلوا قوائم مع بعضهم البعض بقيت برامجهم فردية ولم يعلنوا عن برنامج موحد ، عدا مرشحي الأحزاب السياسية الذي عرضوا البرامج الانتخابية لأحزابهم ضمن المهرجانات الجماهيرية التي أقامتها الأحزاب وشارك بها المرشحون المستقلون .
فالمواطنون إن لم يتعرفوا على برامج عمل المرشحين كيف سينتخبونهم ، لأن البرنامج الانتخابي هو معيار مراقبة عضو المجلس من قبل المواطنين وسعي عضو المجلس لتحقيق برنامجه ضمن الإمكانات المتوفرة تطمئن المواطن أنه أحسن اختيار من يمثله في المجلس .
بكل الأحوال المشهد الانتخابي أصبح واضحاً من حيث المرشحين وشعاراتهم وبرامجهم الانتخابية وبقي علينا المشاركة وحُسنُ الاختيار فبهما يكتمل المشهد بشكل كامل وتتكلل العملية الانتخابية ، مع الإدراك بأن الاستحقاق الانتخابي فرصة متجددة لتطوير الحياة الديموقراطية ومسؤولية المشاركة تقع على عاتق جميع المواطنين وهي لا تقل أهمية عن مسؤوليتهم في اختيار الأفضل وفق رؤيتهم وبحرية أقرها الدستور ، واسمحوا لي أن أقتبس في هذا المقام شعار اتحاد الصحفيين الذي نطبقه في عملنا وهو ” حرية .. مسؤولية ” فكلنا أحرار في الاختيار الذي يجب أن يكون مسؤولاً ، لأننا باختيارنا نسهم في رسم مستقبل سورية ، فلنشارك بفاعلية ولنحسن الاختيار .
رقم العدد ١٦١٠٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار