رواية “أطلالنا ” في دراسة تحليلية … تعريف للمجتمع الأمريكي والأوروبي بالتضاريس المعقدة للمجتمع السعودي

 

الجماهير – أسماء خيرو

دراسة تحليلية لرواية ( أطلالنا ) للكاتبة الأمريكية “كايا بارسينين ” في محاضرة أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الكتب الوطنية وألقاها المترجم محمد العبدلله في قاعة أبو ريشة بدار الكتب الوطنية، فيما قدم وأدار الحوار مدير دار الكتب الوطنية محمد حجازي .
استهل المترجم العبدلله المحاضرة بقراءة بعض السطور من السيرة الذاتية للكاتبة الأمريكية ( كايا بارسينين) .
مشيراً إلى أن الهدف من كتابة رواية (أطلالنا ) هو تعريف المجتمع الأمريكي والأوروبي بالتضاريس المعقدة للمجتمع السعودي الذي يعاني من التطرف والتعصب الديني، فالرواية ملحمية ومأساوية تزخر بتداعي الصور والأفكار عما تعانيه المرأة من اضطهاد وتقييد لحريتها على حساب حرية الرجل .
وقدم المترجم العبدلله بعد ذلك تلخيصاً موجزاً للرواية إذ قال فيه: إن الشخصية المحورية في هذه الرواية امرأة أمريكية تدعى روزلي، تتعرف إلى شاب سعودي اسمه عبدلله أثناء دراستها في جامعة تكساس، وتنتهي هذه المعرفة بالزواج ، يرجع الاثنان إلى المملكة العربية السعودية ويصبح عبد الله هناك تاجراً كبيراً ذائع الصيت، تعيش روزالي أكثر من عقدين من الزمن معه وتنجب له ولدين (مريم وفيصل) ، روزالي تخلص لزوجها عبدلله وتجبر نفسها على تحمل العيش في بلد يفرض أشد القيود من ( لبس الحجاب- ومنع قيادة السيارة للنساء -والرقابة الصارمة من الزوج على الأقل في العلن ) وما إن يصبح ولداهما فيصل ومريم في سن المراهقة حتى يبدأ حبهما بالخبو ويفقد بريقه. إذ تكتشف روزالي أن زوجها متزوج من امرأة ثانية فتحاول الهرب ولكن خوفها على ابنيها يمنعها ..


ثم استعرض المترجم العبدالله دراسته التحليلية للرواية إذ يقول فيها : إن القارئ عندما يقرأ الرواية، يخيل إليه أنه يقرأ ” رواية ” يوليسيس ” للكاتب جيمس جويس” حيث الشخصيات متلاحمة ومتشابكة، ومثقلة بالذكريات التي تحاول الشخصيات أن تدفع بها إلى أعماق الذاكرة ، لكن كلما دفعت بها إلى الخلف ازدادت قوة واندفاعاً نحو الأمام، فالشخصيات تعيش في كثير من الأحيان نوعاً من الهلوسة ، وتقذف بهم الذكريات بعيداً ، لذلك نجد في مواضع كثيرة أن الواقع يختلط بالخيال، وتتزاحم الصور في أذهان الشخصيات لدرجة يصعب فك الاشتباك بين الماضي والحاضر، بين الحلم والواقع ، مضيفاً بأن الكاتبة” بارسينين” قدمت في رواية (أطلالنا) التفاصيل الكثيرة عن الحياة في دولة السعودية من الداخل بدءاً من العلاقة النفعية المعقدة مع الأمراء والحاكمين وصولاً إلى وصف حرارة الصحراء الحارقة وانتهاءً بالوسائل التي يتبعها الشبان في ملاحقة البنات ومضايقتهن في مولات التسوق ، فكان نثرها مبدعاً دون أن يكون ميلودرامياً أو مبهرجاً أو إجبارياً ، فالحبكة تتناول شخصية “فيصل” ابن روزالي بأدوار متعددة إذ ينخرط هذا الشاب المراهق بعلاقة مع الشيخ إبراهيم المجاهد المعارض الذي يتعلم منه الأفكار المتطرفة الهدامة واللغة الخطابية التي يهاجم بها الثقافة الأمريكية .
والقارئ حين يقرأ الرواية صحيح أنه يحبط من الطريقة التي يعبث بها عبدلله وروزالي بنظم المجتمع السعودي إذ يتشكل لديه صراع ولكن هذا الصراع الذي يشعر به القارئ هو الإنجاز بعينه الذي حققته رواية الكاتبة ” بارسنين ” في وصفها العائلة التي نصفها أمريكي والآخر سعودي فالكاتبة ترغم القارئ على فهم المجتمع السعودي وقبوله إلى حد ما لكن ليس من دون أن تطرح المزيد والمزيد من الأسئلة .


وختم المترجم العبدلله المحاضرة بقوله إن رواية (أطلالنا) هي رواية كتبت في مكان لأناس ليسوا في ذلك المكان ،فلقد نشرت الرواية بلغتها الأصلية الإنكليزية في أمريكا الشمالية عن دار النشر (هاربر بيرينيل) بالإضافة إلى أن دار النشر (فابر آند فابر) قامت بنشرها في بريطانيا وإيرلندا وأستراليا وجنوب أفريقيا عام ٢٠١٢ والرواية هي أول نتاج للكاتبة” كايا بارسينين” إذ تقع في ثلاثمئة وعشرين صفحة من القطع المتوسط .
حضر المحاضرة عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي.
ت : هايك
رقم العدد ١٦١١٠

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار