أم العيال..الساهر وكورونا ..!

 

الجماهير / بقلم حميدي هلال

أم العيال صارت خبيرة بالكورونا ، و تعكف منذ بداية العيد على تأليف ” كرّاس ” حول تعدد طرق استخدام الكمامة وفوائدها لتوزيعه على المرافق العامة .. والحقيقة جارنا أبو غازي وهو ” شوفير تاكسي ” لم يبخل علينا بالمعلومات ، أهمها مسح الجبهة من العرق كإحدى استخدامات الكمامة عند اللزوم ..!!؟ وله فيها مآرب أخرى ..
وكذلك المحللون في السياسة المتخصصون بالشأن الفلاني تنطعوا لقضية الفيروس وأصبحوا يقدمون لنا الوصفات الطبية ابتداء من ضرورة تناول الزنك إلى ثاني أكسيد العرعروط عيار 500 ، وكيلو فلفل أحمر على الريق ..!!
السياسة نسفت التحليلات الطبية في المختبرات .. و المتخصصون في الأمراض النسائية و التوليد ، والقابلات ، وجراحو التجميل و الجلدية ، والبيطيرية أخذوا يسدون إلينا النصائح..ولا عتب على المثقفين ممن قرؤوا بضع عبارات عن الفيروس فتصدروا المنابر لإلقاء المحاضرات..
بالأمس كان للبق فضل كبير في سهرتي البلكونية مع أم العيال إلى ساعات متقدمة من الصباح ..
قالت لي بثقة المحلل الاستراتيجي : هل تعلم يا أبو العيال إن كورونا ليس فيروساً مستجداً وإنما هو مستنسخ منذ عقود زمنية طويلة؟؟
نهضت من استلقاءتي بدهشة واستغراب …
– نعم أكملي يا أم العيال ..
قالت: دعني أستشهد في نظريتي هذه بدليل دامغ وهو إصابة قيصر الغناء العربي كاظم الساهر بالفيروس منذ أكثر من عشرين عاماً ..!!
أومأت لها بالاستطراد ..فتابعت بالتحليل المنطقي :
– ومن آثار الحمى صار القيصر يهذي ويردد : نصي ثلج نصي نار ..وآه أصيح من النار ..
كانت ” السخونة ” شديدة عليه مصحوبة ” ببردية ” حين قال : بردان أصيح من الثلج..
وعندما اشتدت به الإصابة وأدرك إنه هالك لا محالة صار يردد : يا لعزيز شلون أودعك وبأيدي أحجز للسفر .
ولكن بكل أسف ونتيجة عدم تقيد الساهر بالإجراءات الاحترازية وتعامله بالعاطفة ، نقل العدوى إلى حبيبته عندما ضمها إلى صدره وصار يردد : خلي أشبع شوف منك قبل ما أشد الرحال ..انطيني فرصة يا لعزيز أبجي بأحضانك تعال..!!
وعندما شعر أنه قد ارتكب خطأ جسيماً وتعامل مع الإصابة باستهتار شعر بالذنب والندم لنقله العدوى لمن يحب فصاح صيحته :
يا لعزيز .. لا بأيديك ولا بأيديا ..يا لعزيز اثنينا صرنا الضحية..
نظرتُ إليها ودموعي انحدرت على وجنتي ..هي ظنت أنني تأثرت بالنظرية وتلك هي دموع الفرح من عبقريتها ..إنما أنا بكيت على حظي المعتر ..
رجوتها ألا تدرج هذه النظرية في ” كرّاسها ” المرتقب خوفاً على الملكية الفكرية وبراءة الاكتشاف ..إلى حين اعتمادها من وزارة الصحة ..فهي المرجع الوحيد..
وزارة الصحة هي المرجع الوحيد ” يا جماعة ” .. والاجتهاد في كورونا أخطر من كورونا ذاتها .
رقم العدد ١٦١٢٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار