جهازنا المناعي ليس قوياً..!؟

 

الجماهير / بقلم حميدي هلال

نجا سمير وكنت أظنه لن ينجو ..؟!
الثلاثاء موعد اجراء سمير للمسحة الثانية التي ستؤكد تعافيه من كورونا بعد مضي خمسة عشر يوماً من إصابته ، ليتجاوز بذلك مرحلة الخطورة ويبدأ بالتعافي رغم معاناته منذ شهور من الإصابة بمرض السرطان الذي استهدف الرئتين مركز هدف كورونا وتناول مراراً جرعات كيماوية في جسمه الهزيل..!؟
أطبقتُ سماعة الهاتف أثناء كتابتي تلك السطور لأطمئن على صحته ، وكأنه لم يصب ، أو يشعر بأي عوارض قاسية ، مر عليه كورونا مرور الكرام..
وأي سمير هذا الذي جعل من دموعي تذرف فرحاً بشفائه ، و هو يقبع وحيداً في محجره ببيته المتهالك في حي الميسر في ظل بعده عن أهله ، ولم يجد الفيروس لقلبه سبيلا رغم استعداده لتقبل الفناء أكثر من استعداده للنجاة ..!؟
ولا يزال الغموض يلف ذلك الكائن المجهري المتناهي الصغر ، يصول ويجول ويخترق الاجسام المنهكة دون رادع يوقف زحفه أو يحد من انتشاره ..!!؟؟ رغم تدخل الحكومة وتجنيد الآلاف من الجيش الأبيض و إفراغ المراكز الصحية والمستشفيات من مرضاها لتعلن الوزارة المعنية والفريق الحكومي المختص النفير العام وتقوية الجبهة الأمامية للاقتتال والصراع اليومي ضد ذلك الكائن الذي لم نسمع عنه حتى في الأساطير بدءاً من الأفعى الفرعونية ذات الرؤوس النووية النامية وانتهاء بالطاعون والجدري والتدرن الرؤي .
ومنذ بداية ظهور الوباء، ترددت في جميع أنحاء العالم رسالة مفادها أن كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة قد يموتون على الأرجح بسبب المرض الجديد ، لكن ذلك أبعد ما يكون عن الصورة الكاملة لمن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض يهدد الحياة.
في المقابل و بحسب فرضية التأسيس على النظام الغذائي الصحي كإجراء أولي في التصدي للفيروس حين يهاجم الجسم ، يحق لنا أن نتساءل: كيف لأجسام هزيلة اعتراها عوز الغذاء الصحي على مدى سنوات من الحرب الطاحنة التي ضربت سورية ، كيف لها أن تقاوم كائنا مجهرياً متسلحاً بكل وسائل الخداع والتلون والقدرة على المناورة والتجدد يومياً..؟؟!
اختلف العلماء على بروتوكول العلاج والوقاية من فيروس كورونا ، إلا أنهم اتفقوا على معطيات الغذاء الصحي السليم في دعم الأجهزة المناعية للجسم ..
وكيف لأجسام ضعيفة أصاب موائدها العوز الغذائي لأسباب ارتفاع الأسعار قبل أن يصيب أجهزتها المناعية التي تشكل الحصن الحصين في الدفاع عن الجسم وأجهزته الحيوية ، كيف لها أن تدافع عن أنفسها في هذه الحقبة الزمنية القاسية من الحصار واستهداف اللقمة الهنية وجرعة الدواء ، ليتعداها الى الأوكسجين الذي كنا نستنشقه مجاناً قبل أن يتم احتكاره من قبل ” ظاظات ” الحروب وهواميرها…!!؟؟
لكن وسط ذلك الغموض ، وبناء على فرضية الغذاء الصحي في دعم الاجهزة المناعية ، هناك نقاط بدأت تثير الإعجاب والاستغراب ، حيث بتنا نرى أن أكثر الفئات التي فتك بها الفيروس هي من الطبقات المخملية التي طفرت موائدها بالغذاء الصحي المفرط بالتنوع الغذائي ، وقد نأى الفيروس بنفسه الى حد ما وتجنب اللعب في ملاعب الفقراء الخصبة والغنية بالتربة الفقيرة والهشة والأكثر قابلية لتنامي الفيروس بها وترعرعه…
ماذا يجري إذاً..؟؟!!
و إلى متى يتحمل الناس ضغوطاً فيزيولوجية بسبب كارثة وبائية لم تتضح تفاصيلها أكثر ، بينما تموت مجموعات طبية من المفترض أنها خط الدفاع الأول ..؟؟
هل المشكلة تكمن لدينا بقوة الفيروس أم بضعف المضيف ..؟! و بقدر ما لدينا من نقاط ضعف كشعب لا يزال يعاني آثار الحرب ، يتضح أن نظام المناعة لدينا ليس قوياً …!!
رقم العدد ١٦١٣٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار