الجماهير – رفعت الشبلي
كانت جدتي دائما تعبر بمثل شعبي معروف عند الكثير من أبناء الريف ” فراش مندوف مابيصد الرماح ” وكلمة مندوف تعني القطن المنفوش الناعم الذي يصلح للنوم وهذا الأمر بيد النداف صاحب الكار و الاختصاص.
لكن الحديث عن الفراش المندوف يدخل في شق التساؤلات الكبيرة عند جدتي ، على سبيل المثال عندما ترى أن الأمر لم يتغير فيه شيئ إلى الأفضل وأن الأمر ضعيف تقول إنه مازال فراشاً مندوفاً يسهل اختراقه كما هو حال العديد من القوانين التي تحتاج إلى تعديل من أجل عدم السماح لأي ثغرة قانونية تجعل المنفعة من هذا القانون غير فعالة .
في التغيير الحكومي الجديد نلاحظ تغيير وزارات مهمة مثل الكهرباء ، النقل ، الزراعة ، النفط والثروة المعدنية و الموارد المائية .. الخ ..
فإن بقيت الكهرباء على حالها مثلا بمدينة حلب ، انقطاعات كثيرة ، وازدياد لساعات التقنين وكمية كهرباء قليلة – و تأخر تشغيل المحطة الحرارية ومبررات الصيف والشتاء – مكيفات، سخانات- لا تقنع حتى سكان المريخ عندها سنقول “فراش مندوف لا يصد الرماح”.
وإن بقيت الطرق على حالها والتنقل ما بين الريف والمدينة ، حيث يعاني أغلب المعلمين الذين يتوجهون إلى مدارس الريف من صعوبة المواصلات فهو فراشا” مندوفا” لن يصد الرماح أيضا.
كذلك هو حال الزراعة فإن بقيت مغيبة كما هو حالها خلال السنوات الماضية سنبقى نعاني على الرغم من أهمية هذا القطاع.
ما نتمناه من الحكومة الجديدة العمل على تغيير ملموس نحو الأفضل وأن يشعر المواطن بذاك التحسن بأقرب فرصة قادمة .
رقم العدد ١٦١٥١