الجماهير – حسن العجيلي
لماذا بعض القرارات التي تتخذها بعض الجهات تولّد حالة جديدة من الجدال أو تتسبب بحدوث مشكلة من نوع آخر وهي تتخذ أصلاً لحل مشكلة ما ..؟؟ هذه حالة متكررة على مدى سنوات والأهم أنها تتسبب في معاناة للمواطن وهي في طريقها لإيجاد حل لمعاناة سابقة ، بالأحرى التوصيف الصحيح أن العديد من القرارات المتخذة هي كالدواء الذي لا يخلو من آثار جانبية حين نقرأ الوصفة المرفقة حيث – أذياته أكثر من استطباباته – .
ومن القرارات التي فتحت نقاشاً طويلاً بين المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العائلية منذ ساعة إعلانه أمس هو القرار الذي قضى بتعديل تسعيرة النقل العام بالمحافظة وخاصة تحديد أجور نقل الركاب في باصات النقل الداخلي العام والخاص العاملة ضمن مدينة حلب بـ 75 ليرة سورية ، وطبعاً القرار جاء تصديقاً على قرار لجنة نقل الركاب التي تدرس المسافات الكيلومترية والتكلفة وهذا من اختصاصها ، إلا أن الأمر الذي كان يجب أن يكون موازياً هو دراسة مدى توفر القطع النقدية من فئة الـ /25/ ليرة سورية سواء لدى السائقين أو لدى الركاب ، فحتى الآن مشكلة توفير القطع النقدية من فئة الـ /50/ ليرة سورية لم يتم توفيرها بالشكل الأمثل فكيف سيكون الحال مع فئة الـ /25/ ليرة سورية .
وكان من الأجدى أن يكون القرار شاملاً لكل التفاصيل ودراسة آثاره أي تعديل التسعيرة بالتوازي مع تأمين القطع النقدية من فئة الـ /25/ ليرة بشكل يقطع حالة الجدل المستمرة بين الركاب والسائقين وهي الحالة المستمرة منذ سنوات لعدم تأمين ” الفراطة ” .
بكل الأحوال هذا قرار من عدة قرارات ربما يحتاج إلى دراسة أكثر وإعداد البنية التحتية لتنفيذه ، فلا يكفي إصدار القرارات من باب معالجة حالة ما والتسبب بخلل بمكان آخر ونقصد هنا العلاقة بين الركاب والسائقين .
وبانتظار تأمين القطع النقدية بشكل كاف سنبقى نسمع المقولة المعتادة من السائقين ” فراطة يا شباب ” .
هامش : قبل كتابة المقال أجرينا اتصالاً مع مدير المصرف المركزي بحلب الذي أوضح أنه تمت مراسلة الإدارة بدمشق للعمل على تأمين قطع نقدية فئة الـ /25/ ليرة سورية ، وهذا ما نأمل أن يتم بأسرع وقت .
رقم العدد 16159