الجماهير – جهاد اصطيف
لا شك أن الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية وبطبيعة الحال معهم الكيان الصهيوني الغادر انتقلت من مرحلة الحرب بالوكالة القائمة على دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود وكذلك “الميليشيات الانفصالية” إلى الحرب المباشرة بالأصالة عبر ممارسة العدوان والاحتلال العسكري المباشر وسرقة ونهب وتخريب الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة السورية وقطع المياه وحرق المحاصيل الزراعية وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب ضد الشعب السوري.
فكم من مرة عمدت تلك الحكومات إلى إحراق المحاصيل الزراعية خاصة في منطقة الجزيرة السورية بهدف إفراغ السلة الغذائية السورية من خيراتها وهي أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها جريمة تمثل إرهابا” اقتصاديا” جديدا” ترقى إلى مستوى جرائم الحرب سواء التي ترتكبها تلك القوات المحتلة بحق الشعب السوري أو تلك التي تنخرط فيها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية التابعة لقوات الاحتلال والتي لا تزال تستمر بقصف المدن والمناطق وتدمير البنى التحتية وتهجير المواطنين من منازلهم بالتوازي مع ممارسات القتل والنهب والخطف والسطو المسلح ضد الأهالي وممتلكاتهم وصولا إلى نهب محطات الطاقة الكهربائية والاستمرار بنهب الثروات الطبيعية بما فيها النفط والغاز السوريان وأخيرا” قطع المياه عن محافظة بأكملها.. فما الذي بقي من أوجه الإرهاب ولم يمارسوه بحق شعبنا ! .
إذن استهداف الشعب السوري بالحصار الذي يرقى إلى مستوى الإرهاب الاقتصادي ليس بالممارسة الجديدة للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي دأبت منذ العام 1979 وحتى اليوم على فرض الإجراءات غير الشرعية على الاقتصاد السوري بذرائع وهمية تتعلق بمكافحة الإرهاب في حين أنها كانت ولا تزال جزءا لا يتجزأ من السياسة الإرهابية الأمريكية التقليدية والعمياء القائمة على الضغط على الحكومات التي تختلف معها سياسيا” وعلى دعم احتلال العدو الصهيوني للأراضي العربية السورية والفلسطينية واللبنانية المحتلة.
إن ما يهم سورية أن تجد من الأمم المتحدة والمؤتمنين على صون السلم والأمن الدوليين في مجلس الأمن موقفا” واضحا” تكون له ترجمة عملية على الأرض في سبيل وضع حد للتدخلات الأمريكية والغربية العدوانية في مسار العمليتين السياسية والإنسانية في سورية واتخاذ إجراءات عملية تكفل وضع حد لتأثير هذه السياسات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية كدولة والشعب السوري العظيم.
رقم العدد ١٦١٦١