” عض الأصابع ” ..؟؟

 

الجماهير / بقلم حميدي هلال

المتتبع للخط التصاعدي لتطور الأزمة المعيشية للمواطن السوري على مدى العامين الماضيين ، قد يقرأ بشكل صحيح أن الخطة ” ب ” للمحور المعادي قد استحكمت حلقاتها واكتملت أركانها من كافة الجوانب ..؟؟ وماذا تبقى من أزمات واختناقات أخرى لنصارعها ..؟ والنتيجة ربما غير المتوقعة لأعدائنا كانت قاسية وصادمة لهم ، ذلك الفشل الذريع غير المعلن لخطتهم ، فلا المواطن السوري ” بفطرته الوطنية السليمة ” خرج عن آداب مواطنته ، ولا الدولة السورية استكانت وخضعت للشروط الأمريكية، وأبرزها أن تغيّر سورية تحالفاتها الاستراتيجية وتتخلى عن ثوابتها الوطنية وتقدم التنازلات لصالح العدو الاستراتيجي .
فهل يمكننا القول إن الشعب السوري قد أعلن ضمنياً اليوم ” رسمياً وشعبياً ” فشل الخطة البديلة للعدو باستهداف سورية معيشياً واقتصادياً مثلما أفشل سابقاً الخطة العسكرية ..؟
قد يبدو تحليلاً منطقياً اذا اعتبرنا أن الخط البياني للأزمة المعيشية قد بلغ ذروته، ذلك يعني وكنتيجة منطقية أن الأزمة ستبدأ بالانحدار ، أو على الأقل تنحو باتجاه التسطيح الأفقي .
ومع بلوغ الأزمة ذروتها نكون قد دخلنا في مرحلة عض الأصابع مع العدو لقطف الثمار ، والخاسر من يقول ” آخ ” قبل الآخر ويعلن الهزيمة ، ذلك يحتم علينا قليلاً من الصبر ” الإيجابي ” ، و أن نخفف من الضغط الشعبي على الحكومة عبر صفحات الفيسبوك ، ونلتزم الهدوء الى درجة الصمت ، ذلك الضغط يخلق ارباكاً للحكومة في اجتراح الحلول المناسبة لتجاوز الأزمة المعيشية ولا يمنحها الوقت الكافي للتفكير والعمل بتروٍ ونضوج للخروج من عنق الأزمة .
ونحن نعلم أن الخطة “ب” لم تكن تقتصر فقط على مجموعة من العقوبات الاقتصادية الخارجية بل تضمنت أيضاً جملة من الحرب النفسية ونشر الإشاعات، وما زالت، من الأسس المهمة في هذه الحرب، حيث كثُرت الإشاعات التي تُثقل كاهل الشعب السوري أكثر لتجعله غير قادر على المواجهة أو حتى التفكير بالحل المناسب ، ذلك أن الشائعات والأكاذيب الملفقة تُشكّل خطراً كبيراً يُهدد استقرار الدولة وأمنها لخلق حالة من الفوضى والبلبلة في المجتمع، والتشكيك بمدى مصداقية وموثوقية الجهات المسؤولة في الدولة ، وهذا ما سعى ويسعى إليه العدو لتحقيقه بعد فشله في الميدان العسكري .
أعتقد أن الغرب بالقيادة الأميركية تيقن أن خطته الأخيرة في سورية قد فشلت ، فهل نحن على وشك الانتقال باتجاه مرحلة جديدة من العدوان ..؟؟
مع العلم أننا مقبلون على استحقاق دستوري مهم بعد شهور وهو الانتخابات الرئاسية ، وسنتوقع من عدونا ما هو أشد وأقسى .
وفي هذا السياق تحضرني هذه القصة سأرويها لكم لمتانة العبرة منها : ” قام أحد العلماء بتجربة هامة ، فأحضر حوضا مليئا بالماء وقسمه بوساطة حاجز زجاجي إلى قسمين ، وضع في القسم الأول سمكة مفترسة ووضع في القسم الثاني سمكة مسالمة ، ومنذ اللحظة التي شاهدت فيها السمكة المفترسة فريستها سارعت بالهجوم عليها ، دون أن ترى الحاجز الشفاف فاصطدمت به بقوة أعادتها إلى الوراء مندهشة وأنفها مجروح بصورة بليغة .
كررت هجومها عدة مرات لكنها لم تنجح في أي منها بتحقيق هدفها ولم تجّنِ من فعلتهِا سوى الضرر برأسها وفمها . وشيئا فشيئا بدأت السمكة المفترسة تدرك أن هناك قوة خفية تحمي السمكة ” الفريسة ” ، حيث أن كل المحاولات التي أقدمت عليها باءت بالفشل ، ومنذ تلك اللحظة فصاعداً توقفت السمكة المفترسة عن محاولاتها الفاشلة لاصطياد فريستها وفي هذا الموقف تم إخراج الحاجز الزجاجي من حوض الماء ، بعد أن اقتنعت السمكة المفترسة أنه محرّم عليها مهاجمة فريستها ، لأن مصيرها سيكون سيئا ومريراً لو أقدمت على ارتكاب أفعال كسابقاتها ، والتي لم تجْنِ من ورائها سوى الضرر . وإزاء هذا الموقف رضخت السمكة المفترسة للأمر الواقع وقررت الاستسلام .
رقم العدد ١٦١٦٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار