الوعي وعولمة كوفيد 19

الجماهير – د. حليم أسمر

(1)
أكتب في هذا المساء ومشاعر متنوعة تختلط، ويتعثر إطلاق حكم واضح على فيروس لا مرئي، طبعا من كل الجوانب يسقط الحكم في أغلب الحالات الواقعية…المحزنة والمفرحة!!
جيشنا الأبيض بكامله يقارع ويصارع اللامرئي ليل نهار…ويكاد هذا اللامرئي يصرع الكثير من جنود هذا الجيش والذي يعمل أفراده بصمت وإرادة وخبرة..من عشر سنوات ضد كل أنواع الإصابات والحالات الخطرة والباردة…!!!
نعم، يعتصرنا الألم وتكاد أيامنا تنحصر بالتعقيم والتأكد من التعقيم وتكرار التعقيم،والتكميم وأنواع التكميم وأشكال الكمامات…وقياس درجة الحرارة والأكسجة..!والحذر والاحتراز…!!!
أصوات الأجراس والمآذن ورحيل الغوالي والأصدقاء، والمعارف.
وأوراق النعيات….وتضج أصوات سيارات الإسعاف في الشوارع ليل نهار بعد توقفها لمدة سنتين تقريبا…!!!
ترحل الخبرات والتكنوقراط، ويرحل المعمرون والأجداد،وأحيانا الشباب وحتى الصغار …وكله من هذا اللامرئي(19)…بعد أن جدد نفسه وبنيته واستعد لمعاركه في أصقاع العالم..!!!
كوفيد_المستجد أو الضعيف..أو المستبد أو المنفلت من عقاله، يؤكد هشاشة المجتمع الإنساني وتصدعه..!!!
إنسانية شريرة بكاملها تحارب لامرئي ساعدت هي في تضخيمه، وتنميطه وإرساله في أصقاع العالم…!!!

(2)
المقصود بعولمة الفيروس:هو تنميطه وجعله مافوق الدول والقارات، وضخ إعلامي لم يحدث مثله خلال قرنين من الزمن تقريبا!
تنميط الفيروس:أي جعله وحده، وإطلاقه بشكل مستبد وليس مستجداً: أي إلغاء وتخطي كل أنواع الأمراض، حتى كادت تنسى الأمراض الأخرى…!!!
حال العالم الآن (أنا كوفيد 19) وغيري لا …غيري قد تم تفييشه: أي إقصاءه وجعله (أي كل مرض آخر تحت رحمتي أنا كوفيد 19)…أنا حاكمكم الأوحد…ارفعوا صوري وامشوا ضدي وحاربوني…أنا حادثة ما حدثت منذ عدة قرون…أنا أنا وغيري …لا… لا…!
أنا الطاغية وأنتم العبيد…أنتم الزهور التي أبعثرها كيفما أريد ومتى أريد…أنا كوفيد العنيد…!!!
أنا الفييروس اللامرئي أستعبدكم …وأهمش مهنكم…وأنزل بتخصصاتكم إلى قاع الجحيم…واجعل منكم ملائكة رحمة نشطاء لاتنامون ليل نهار…!!!
هذه حال العالم ياسادة…انتهت التخصصات والخبرات والكفاءات…والكفايات…كله كممناه…كله حجرناه…!
ما هذا العابر للقارات وتقولون عنه وباء من طفرة أو من رب العالمين …وهذا قدر البشرية…لا لا لا إخوتي: مايحدث في العالم من كانون الثاني إلى الآن هو حرب قد تكون من (الجيل السادس)…حرب فيها مهاجم لا مرئي، ومدافع مكشوف عاري الوفاض إلا من قواعده الاحترازية والأدوية الوقائية، وهناك من عول على مناعة القطيع، أو على الوعي التعقيمي اليومي المستدام…!!!
هذه العولمة هي نوع من (الموت الرحيم ) الجديد أو المستجد…هي مكر ودهاء العقل الذي يحاول جاهداً تنميط العالم وتسطيحه ودفعه لحدود الهاوية في كل لحظة…!!!
فيرسة العالم وعولمته، نوع جديد من إقصاء للإيمان أو العبادة القديمة…والتشكيك بكل سذاجة إنسانية اتكالية ودفعها لوادي السخف والغموض والفوضى…لتصل إلى الميتا – هشاشة…!!!
رقم العدد ١٦١٧٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار