كذب ونفاق وسرقة موصوفة

الجماهير .. جهاد اصطيف

الكل يعلم أن الوجود الأمريكي في سورية غير قانوني وغير شرعي.. وأنهم أي الأميركان ومن لف لفهم من “قسد” وسواهم يساهمون في نهب الثروات الوطنية للشعب السوري بأكمله والمتمثلة في النفط وهذا الأمر مدان و غير مقبول على الإطلاق..ويعتبر خرقاً لقرار مجلس الأمن 2254 ومبادئ القانون الدولي.
لا شك أن أمريكا وبعض الحكومات الغربية انتقلت منذ سنوات من مرحلة الحرب بالوكالة القائمة على دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود وكذلك الميليشيات الانفصالية إلى الحرب المباشرة بالأصالة عبر ممارسة العدوان والاحتلال وسرقة ونهب وتخريب الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة السورية وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب ضد الشعب السوري.. وهذه أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها جريمة تمثل إرهابا” اقتصاديا” جديدا” ترقى إلى مستوى جرائم الحرب سواء التي ترتكبها تلك القوات المحتلة بحق الشعب السوري أو تلك التي تنخرط فيها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية التابعة لقوات الاحتلال.
قلنا قبل مرة أن استهداف الشعب السوري بالحصار الذي يرقى إلى مستوى الإرهاب الاقتصادي ليس بالممارسة الجديدة للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي دأبت عليها منذ عقود وحتى اليوم على فرض الإجراءات غير الشرعية على الاقتصاد السوري بذرائع وهمية تتعلق بمكافحة الإرهاب في حين أنها كانت ولا تزال جزء” لا يتجزأ من السياسة الإرهابية الأمريكية التقليدية والعمياء القائمة على الضغط على الحكومات التي تختلف معها سياسيا” وعلى دعم العدو الصهيوني.
وهنا أريد أن أذهب إلى مقلب أخر ومن داخل الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة فبالرغم من أن الشيطان الأعظم كما يحلو للبعض أن يسميها .. أمريكا أقوى دولة في العالم تعيش منذ مدة كابوسا” كبيرا” نراها تجد صعوبة في الاستيقاظ منه خاصة بعد اندلاع المظاهرات نتيجة التمييز العنصري الذي أدى إلى مقتل العديد من المواطنين من أصول أفريقية..
هذا ما يجري اليوم في الولايات المتحدة الأمربكية بكل بساطة .. هذه الدولة التي كانت تتبجح بالديمقراطية و تهدد وتعربد وتتدخل سياسيا” و عسكريا” في الكثير من الدول أخرها دول البترودولار وزحفها نحو التطبيع مع العدو الصهيوني .. هل ترون مدى النفاق و الكذب في تعاملها مع مواطنين أمريكيون يطالبون بحقوقهم ..؟ فما بالكم أيها السادة مع الشعوب الحرة خاصة في منطقتنا !.فليس غريبا” على أمريكا إن قامت بنهب ثرواتنا ومقدراتنا وفرضت عقوبات بالجملة بتسميات ما أنزل الله بها من سلطان .. ولكننا نستطيع القول : إن ما يهم سورية أن تجد من الأمم المتحدة والمؤتمنين على صون السلم والأمن الدوليين في مجلس الأمن موقفا” حازما ” لا بل صارما” تكون له ترجمة عملية على الأرض في سبيل وضع حد للتدخلات الأمريكية والغربية العدوانية في مسار العمليتين السياسية والإنسانية في سورية واتخاذ إجراءات عملية تكفل وضع حد لتأثير هذه السياسات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري و الشعوب الحرة الأبية في المنطقة وسواها.
رقم العدد 16178

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار