الجماهير / بقلم عبد الكريم عبيد
الأمس وتحديداً فترة 1967 حتى 1973 حيث نكسة حزيران التي لحقت الهزيمة بالعرب والإحباط الذي لف الساحة العربية من المحيط إلى الخليج وبرزت آنذاك دعوات وأصوات من المستعربين تنادي لتوقيع صلح مع العدو الصهيوني عنوانه الأبرز ” الصلح مقابل السلام ” ولا شيء سوى ذلك مع الإبقاء على سياسة التوطين والاحتلال والتهويد وبالتالي ضرب حق العودة المقدس إلى فلسطين التي اغتصبت تحت أنظار العالم وسمعه الذي تواطئ مع أكبر جريمة وسرقة حدثت في تاريخ البشرية .
في هذه الظروف البالغة الدقة والصعبة برز توجه قوي عروبي بقيادة القائد المؤسس الذي صحح المسار وعزز وحدة الصفوف وجمع الكلمة على عقيدة واحدة “الدفاع عن الأرض والعرض ” ومواجهة العدوان وغسل عار هزيمة 1967 التي لحقت بالأمة .
إذن كانت حرب العزة والكرامة حرب تشرين التحريرية التي قلبت الموازين وأشرقت فيها الانتصارات وأسست لمرحلة جديدة عنوانها “الشهادة أو النصر” والشهادة أولاً : لأنها طريق النصر.
هذا المبدأ الواضح والصريح أسس لمحور مقاوم يأبى الذل عنوانه الأبرز إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني المحتل الذي أستباح كل شيء وكان يسعى إلى تحقيق حلمه التاريخي “من الفرات إلى النيل” .
روح تشرين وإرادته حاضرة منذ ذاك التاريخ فكان انتصار عام /2000/ على العدو الصهيوني والانتصار الأهم في عام /2006/ عندما ألحق محور المقاومة بالكيان الغاصب هزيمة لاتزال نتائجها النفسية والعسكرية والسياسية قابعة في أذهان قادة وجنود الاحتلال بالإضافة إلى مستوطنيه .
اليوم نمر بذات الظروف حيث قطار التطبيع في الخليج مع العدو الصهيوني في كل المجالات وبرزت أصوات تشجع على هذا النهج في حين الشارع العربي من أقصاه إلى أقصاه لازال يرفض هذا التطبيع ومثالنا الشارع المصري والبحريني والإماراتي الذي خرج إلى الشارع معلناً رفضه لكل أشكال التطبيع .
موجةٌ من الانكسارات والضغوط والحصار التي يمر بها أبناء الأمة وأسوأها الاقتصادي بالإضافة إلى تشويه الحقائق والحرب النفسية لهزيمة الجيل العربي من الداخل وجعله مغترباً في دياره وأرضه وهذه أبرز ملامح المرحلة .
اليوم الأمة العربية هي أحوج ما تكون إلى تشرين آخر يصحح الصورة وتعاد الأمور إلى نصابها وتعود البهجة والبريق إلى روح أبناء الأمة العربية وهذا قادم لا محال وكل حقائق التاريخ ومقوماته تؤكد ذلك .
رقم العدد ١٦١٨٦