الجماهير – عتاب ضويحي
بحكم عملنا في الحقل الإعلامي وفي المجال الثقافي تحديداً ، تردنا دعوات لأمسيات ومحاضرات وندوات وأنشطة ثقافية على اختلافها.
مايلفت النظر ويستحق التوقف عنده قليلاً بشيء من التأمل والتفكير عندما نقرأ في الدعوة “بمشاركة الأدباء “سين من الناس وعين من الأشخاص في ذلك النشاط.
أصبح من اليسر والسهولة إطلاق لقب أديب على أي شخص كتب حرفاً أو حرك ساكناً في الأنواع الأدبية شعراً كان أو نثراً، قصة أو رواية.
أي شخص يمتلك إرادة الكتابة من الممكن أن يكتب، ولكن قدرته على إقناع القارئ بما يكتب أمر يتوقف على إمكاناته، والقيمة الأدبية لايحددها الكاتب نفسه بل تحددها المواصفات المشتركة في النقد والتلقي، كما تحددها أحاسيس القراء تجاه النص المكتوب، فلقب أديب يطلق على مبدعي الأدب الذين لهم اطلاع واسع في الأجناس الأدبية ويبدعون في كتابتها.
كما أن للأدب مقومات تتعلق بمدى الالتزام بتقاليد الأنواع الأدبية، والأدب ذوق مشترك تربى مع الجماعة والأديب شخص من هذه الجماعة لكنه استطاع أن يبتكر من الأدب مايلبي ذوق عصره في صورة جميلة وتشكيل لغوي جمالي لموقف من الواقع.
فمن نطلق عليه لقب “أديب ” وكان جاهلاً ببعض الأجناس الأدبية، أعطيناه ما لايستحق وظلمنا الأدب معه، وسنحنا الفرصة له بإعطائه لقباً بعيداً عنه كل البعد لكن بصفة شرعية.
خلاصة الكلام في المثل القائل” مو كل مين صف الصواني صار حلواني “.
رقم العدد ١٦٢٠٤