الإنسان الأول ..!؟

 

الجماهير/ بقلم حميدي هلال

تحت شعار ” كم قلت إني غير عائدة له ..ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..”
انتهت الجلسة الأولى من مباحثات ” الزيت ” دون تحقيق أي نتائج إيجابية في إقناع أم العيال أن زيت الطهي بدعة محدثة ، ولم يعرف الإنسان إنتاج الزيت النباتي عبر التاريخ إلا بعد الثورة الصناعية الثانية في أوروبا .! يعني ببساطة يمكن الاستغناء عن الزيت في الطهي كما استغنت عنه أجيال في حقب تاريخية قديمة تعود الى أكثر من خمسة آلاف سنة ..
الثورة الصناعية لم تجلب لنا سوى المصائب والويلات ، مصانع أحدثت الكثير من البدع الحياتية كالزيت والبنزين و ” المازوط ” وغيرها من أساسيات الرفاهية التي لم تعد تليق بنا ، ألبسونا ثياباً غير ثيابنا ، وجعلونا نستغني عن العباية ، وأنسونا كيف نمسك قبضة المنجل .
وتتواصل سلسلة المباحثات اليومية مع أم العيال لإقناعها بضرورة الاستغناء عن تلك العادات الغذائية الغريبة عن مجتمعنا المحلي كإحدى مخلفات الصناعة الغربية ، وضرورة العودة الى أقدم حقبة تاريخية عرفها الانسان وتطبيق منهج حياة الانسان الاول .
و في جلسة مباحثات ” الشاي ” حاولت أن أقنعها أنه تم اكتشاف الشاي في الصين ، عندما كان الإمبراطور شين نونغ يغلي الماء في ظل شجرة الشاي وسقطت ورقة في الوعاء ، ثم وقع الإمبراطور في حب هذا المشروب، وهكذا أصبح الشاي مشروباً شائعاً في الثقافة الصينية ، لينتقل هذا التقليد الأعمى الى موروثنا الشعبي ، إنه غزو للتراث وتشويه متعمد لعاداتنا العربية ..!!
وكذلك السكر الأبيض الذي اكتشفه الراعي جمعان عطية في إحدى حقول قصب السكر في صعيد مصر عندما قطف عوداً وأخذ يهش به على غنمه وقد استطابته الأغنام فتذوقه واكتشف حلاوته ، ولم يكن الانسان يعرف السكر قبلها الى أن ابتدعه الأخ جمعان ..!
أكون قد حققت إعجازاً عظيماً لو أقنعت أم العيال الاستغناء عن المواد التموينية الرئيسية والتي تسحق ثلثي الراتب شهرياً ” الزيت ، السكر و الشاي ” ..يبقى الثلث الأخير نخصصه للنَّفَس الأخير من الشهر ، والثلث للنفس قليل ..!!
ما أحلى الرجوع الى تلك الحقب التاريخية ، قبل اكتشاف تلك الأغذية ، ونحن نعيش اليوم خطوات الرجوع إليها في المأكل والمشرب والمسكن و الكساء والمواصلات والكهرباء والاتصالات ، وفق خطط ممنهجة ، وفريق اقتصادي مؤهل ، سنتحرر من كل البدع التي أحدثتها الثورة الصناعية والتي أصبحت تقليداً غريباً ينافي مجتمعنا العربي الأصيل ، لنعيش مجتمع الخيل والبغال والحمير ..!!
وكما في مرحلة الحياة البدائية ، الإنسان يصارع الكائنات الأخرى المفترسة من أجل البقاء، والاستمرار ، اليوم نحن نصارع هوامير الأزمة وحيتانها من البشر المفترسة من أجل البقاء .
وتستمر المباحثات مع أم العيال ، بهدف الوصول الى توصيات وخطة معيشية تحقق قانون ” بضع لقيمات ” ، وتطبيقه برضا تام دون منغصات ، لنصل على إثرها الى ذروة السعادة العائلية ..تابعونا ..
رقم العدد ١٦٢٠٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق