الجماهير/ محمد حنورة – رئيس التحرير
منذ عدوان حزيران في العام 1967 واحتلال الكيان الغاصب للجولان المحتل تناوب اثنا عشر شخصاً على رئاسة أمريكا سواء من الحزب الجمهوري او الديمقراطي وسعت إدارة هؤلاء الرؤساء بكل ما لديها لتأمين محيط هذا الكيان المصطنع وضمان تفوقه العسكري والسياسي والاقتصادي سواء بدعم حروبه العدوانية او بتجيير قرارات الأمم المتحدة لصالحه ومنع أي قرار يصدر عن مجلس الأمن ضد هذا الكيان .
ولقد حققت السياسة الأمريكية اختراقات في هذا المجال والبداية كانت بمعاهدة كامب ديفيد بالعام 1977 مع مصر ثم اتفاق وادي عربة مع الأردن عام 1994 ثم اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية عام 1996 وظنت الولايات المتحدة الامريكية انها أنجزت اختراقاً بالموقف السوري تجاه الكيان الإسرائيلي في مؤتمر مدريد للسلام عام 1990 فكان قرار القائد المؤسس حافظ الأسد الاستراتيجي على وضع شرط ومبدأ لانطلاق المؤتمر وهو الأرض مقابل السلام لمشاركة الجمهورية العربية السورية .
ومنذ ذلك اليوم والموقف السوري لم يتغير رغم تغير العالم بشكل كامل بعد سقوط جدار برلين 1989 وانتهاء الاتحاد السوفييتي 1990 .
واليوم وبعد حرب عشر سنوات خاضتها سورية دفاعاً عن سيادتها ووحدة أراضيها وأفشلت مخططات التآمر عليها واحتلال أجزاء من أراضيها من قبل المحتل الأمريكي والتركي والصهيوني فإن الموقف الثابت لسورية هو استعادة كل شبر وكل ذرة تراب من أرض سورية وتطهيرها من دنس الإرهاب والاحتلال .
سواء مشى قطار التطبيع بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني ولم تبق سوى سورية مقاومة وممانعة وصامدة لن يتأثر الموقف السوري مهما كان من يحكم البيت الأبيض .
رقم العدد 16218