الجماهير – بقلم عبد الكريم عبيد
شهران حاسمان وفيهما من الحساسية والترقب الشيء الكثير بالنسبة لأمريكا والعالم وتحديداً منطقتنا العربية كونها مركز استقطاب دولي وبقعة جغرافية ساخنة ، العالم ينظر إلى ترامب كرئيس متهور سخر كل إمكانات الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة الأمن الصهيوني بعيداً عن اللباقة والأعراف الدبلوماسية التي يفترض أن يتحلى بها كرئيس دولة عظمى من فرض عقوبات مباشرة على الحلفاء والأصدقاء له قبل الأعداء كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا بالإضافة إلى الانسحاب من الكثير من المعاهدات الدولية التي تعتبر صمام أمان لحفظ السلم والأمن الدوليين ناهيك عن الملف النووي الإيراني الذي اعتبر إنجازا هاماً لإدارة أوباما آنذاك والاتحاد الأوربي بالإضافة إلى عقوباته على الصين وروسيا وسورية وشخصيات اعتبارية ومؤسسات وهيئات فقط لأنها لا تناصر السياسة الأمريكية والأدهى من ذلك قرار (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وقرار ضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال ) ، ترامب أخل بالعلاقات الدولية وأحدث فيها شرخاً هائلاً لدرجة الأمم المتحدة والهيئات والدوائر الملحقة بها تم تنحيتها جانباً وأصبحت بالنسية لأميركا ضرباً من ضروب الترف تعود إليها متى تشاء وكيف تشاء .
هذه الصورة المأساوية السوداء التي رسمت للعالم والدفع به إلى حافة الهاوية في زمن ترامب الذي يحاول استثمار هذا الوقت المستقطع لاتخاذ المزيد من القرارات المتهورة وأخطرها ما يتردد وراء الكواليس عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لمحور المقاومة وتحديداً إيران وحزب الله.
وجولة بومبيو لا تخرج عن هذا الإطار إطلاقاً حسب ما يعتقد المراقبون الذين يتساءلون عن كيفية الإجراءات التي ستؤول إليها الأحوال في هذه الدولة العظمى التي بدأ نجمها بالأفول في ضوء تعنت ترامب ورفضه الاعتراف بالهزيمة وحالة الانقسام التي حدثت داخل المؤسسات والمجتمع الأميركي من يميني متطرف يرفض الآخر وثان يدعي الاعتدال وهو بعيد عنه إلا أن بريق الدولار والسلطة والفساد السياسي أعمى عيونهم والمسألة برمتها تبادل أدوار .
اليوم يايدن وفيما تم نقل السلطة بهدوء أمامه تركة ثقيلة وخيارين أحلاهما مر كما يقال :
الأول : إذا ما سار على نهج ترامب فإنه سيكمل تدمير أميركا أولاً والعالم وبالتالي يسير إلى مزيد من المأساوية وبذلك يكون أخل بمواعيده لناخبيه.
أما الثاني : إذا ما لجأ إلى تصحيح أخطاء سلفه فهناك اللوبي الصهيوني الضاغط والمسيطر على القرار الأميركي ولا أظن أن بايدن يستطيع أن يجابه بهذه السهولة وهو الذي كان يتغنى بالصهيونية طوال حياته السياسية إذا لا يفوت فرصة إلا ويشير إلى ارتباطه بالحركة الصهيونية بالنتيجة قد يكون هناك تغيير في أساليب التكتيك والتنفيذ والمناورة إلا أن بايدن لا يختلف كثيراً عن ترامب والتجربة ستظهر ذلك .
رقم العدد ١٦٢٢٨