الخط الأحمر تنتهك حرمته!.

الجماهير – أسماء خيرو

الخط الأحمر ما أذكره عنه أنه كان يصيبني وأصدقائي بالتوتر والقلق عندما كنا في الصفوف الابتدائية، قلوبنا الصغيرة كانت تنبض وكأنها في سباق للخيل عند رؤيته تحت أو حول درجاتنا الدراسية لذلك كنا حريصين كل الحرص على عدم إهماله وأخذه على محمل الجد.
ومادعاني لتذكر هذا الموقف خبر ضجت به منذ أسابيع قليلة مواقع التواصل الاجتماعي عن تخطي الخط الأحمر لسعر ماده أساسية لايمكن الاستغناء عنها في حياة المواطن السوري المعيشية ولاأغالي إن قلت إنها مادة تمثل إحدى الدعامات الأساسية لذوي الدخل المحدود وخاصة في ظل الغلاء المخيف الذي تشهده الأسواق السورية، ألا وهي” رغيف الخبز ” والتي على إثر هذا الخبر طالها ماطالها من كلام ساخر وحانق وغاضب ومتأفف وغير ذلك من الكلام المشتعل بلهيب الألم، الذي فرض سؤالا من الصعب تجاهل طرحه ألا وهو لماذا الواقع المعيشي للمواطن السوري من غاز ومازوت ومواد غذائية وسلع استهلاكية وكهرباء ورغيف الخبز مؤخراً دائما خطوطها الحمراء تهمش وليس لها ذاك الوقع من القلق والاضطراب الذي جعل نبضات قلوبنا الصغيرة تتسارع ، في قلوب الجهات المعنية الذين أكدوا فيما مضى أن مادة الخبر والواقع المعيشي خطوطه الحمراء يجب ألاتمس بأي شكل من الأشكال .
تهميش الخط الأحمر أضحى السمه الأساسية لعصر الأزمة فلم يعد أحد يبالي بوجوده أو حتى يأخذه على محمل الجد، حرماته تنتهك بأبشع صورها من رفع أسعار المواد الاستهلاكية والكمالية والتي على إثرها المواطن السوري أصبحت تنتابه حالة من الضيق والشكوى اللامتناهية ، دائم الاضطراب غير واثق بأن واقعه المعيشي يسير نحو الأفضل. وأي أفضل هذا
والواقع المعيشي يتألم ويصرخ لفقدان خطوطه الحمراء التي تلاشت في دوامة الاحتكار وجشع التجار والغلاء الفاحش ومنذ أسابيع قليلة نعاها ارتفاع سعر مادة الخبز ليكون بهذا أسدل الستار على إرادة اللون الأحمر ليحيله إلى لون ضعيف مستسلم لايقوى على الثبات أو التأثير أو التغيير ، ثرثار، ملتزم بزوايا تبرير ضعفه ، بأزمة ،وحصار اقتصادي ، وقانون قيصر ، وحرب عقوبات لاأحد يستطيع أن يتكهن متى تضع أوزارها.
فهل هناك من يتكهن ويجيب على السؤال الذي فرض نفسه حتى يغير مايمكن تغييره ويعيد الثقة للخط الأحمر بعد أن تم تهميشه من قبل تجار الأزمات؟!.
رقم العدد ١٦٢٤٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار