الجماهير / بقلم محمد حنورة – رئيس االتحرير
أيام وتحل الذكرى الرابعة لنصر حلب وتحريرها من براثن الإرهاب لتطوي هذه المدينة العظيمة أربع سنوات من تنفس نسيم الأمن والأمان ، أربع سنوات وحلب تودع لونها الشاحب إلى وردي بفضل آلاف المشاريع ومليارات الليرات ضخت في عروقها دماء جديدة بدأت ملامحها تتبلور يوماً بعد يوم .
أربع سنوات وشعار ” إعمار البشر والحجر والشجر ” بوصلة الحكومة اعتمدتها في إعادة إعمار ما خربته الحرب ، في سباق مع الزمن وتحدي الظروف وتذليل العقبات ضمن جبهة عمل واسعة وقاسية عامودياً وأفقياً في ظل ظروف الحرب والحصار .
في الذكرى الرابعة تم إعادة انتخاب أربعة مجالس إدارة لغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة ، ولاتزال مطالب هذه المجالس هي نفسها سواء لمن كانوا بالدورة الانتخابية الماضية أو الحالية ، وهذه الغرف تمثل الاقتصاد الحلبي ، ناهيك عن مطالب ورؤى اتحاد العمال وما يمثله من قطاع عام وخاص واتحاد الحرفيين وبقية المنظمات والاتحادات والنقابات الأخرى ، سواء في اجتماعات الهيئات العامة أو المؤتمرات لاتزال تطرح نفس المطالب والأوجاع ، ومن خلال التواصل والتغطية الإعلامية لها ندرك أن ما تم علاجه أو تلبية للمطالب لا يتجاوز بشكل متوسط 30 % مما هو مطلوب .
وفي حال تلبية المطالب نجد البطء بالتنفيذ أو تأخر التمويل أو إعادة الدراسة والقائمة تطول من الأسباب التي تقف وراء التأخير .
فأما أن تكون مقومات ومطالب النهوض الاقتصادي لمدينة حلب تعجيزية على الحكومة ، حتى تمر أربع سنوات وما زلنا في بدايات إعادة الألق إلى حلب ، أو أن أصحاب هذه المطالب لا يعرفوا ماذا يطلبون والعيب فيهم .
فانتصار حلب الذي غير مجرى الحرب على سورية وأصبح التاريخ قبل انتصار حلب غير التاريخ بعد انتصارها ، وهو انتصار باهر وساحق بكل المقاييس العسكرية والسياسية والاستراتيجية ، فلا يعقل أن تمر أربع سنوات على الانتصار العظيم ولم تحقق هذه المدينة انتصاراً اقتصادياً يضاهي ويوازي حجم الانتصار السياسي والعسكري .
رقم العدد 16243