بين ” الميكرو والتكسي ” ضاع نَفَسي وفلسي

الجماهير – عتاب ضويحي

هو مسلسل يومي لا حلقة أخيرة له، سباق ماراثوني ليس له خط نهاية، أشبه بالدوران ضمن حلقة مفرغة، متاهة معقدة لا سبيل للخروج منها.
لوحة التجمهر جزء من المشهد العام، الكل بانتظار صاحبة العجلات الأربع، وما أن تطل بطلتها البهية وتلّوح من بعيد معلنة الوصول، يبدأ التراكض والتهاوي نحوها، العشرات يدخلون من بابها، كيف تبتلعهم جميعاً في ذات اللحظة لاأعرف ؟! رغم صغر حجمها لكنها تتسع للكثير، من جميع الأحجام والمقاسات، والأعمار والأجناس، وحتى لو كانت من القطع المتوسط أو الكبير فهي تتسع لحمولة زائدة فوق الزائدة، يغلق الباب وتنطلق رحلتها وعين الله ترعاها، وتلك التي يسمونها “كورونا” لا هيبة لها، ولا يوجد من يحسب لها حسابا، ثم تبدأ غمغمات وتمتمات الراكبين، تقول بهمس شديد لو كنا بغير بلد لما رأينا مشهدا كهذا، لأن هناك قانوناً يطبق بحق المخالف، عقوبات وغرامات مالية تفرض على سائق “السرفيس، الباص” إن زاد عدد الركاب عن الحد المطلوب، وينتهي الهمس بكلمة فوضى، نحتاج سنين لنتعلم القانون وكيفية تطبيقه.
أما صاحبة الرداء الأصفر “التكسي” فلها وضع خاص، والحديث عنها يحتاج للصبر والجبر، لأن التعامل معها كمن يتعامل مع الغيبيات، لا تستطيع تكهن ما سيحدث، طالما من يحدد التعرفة الرسمية لها هي مزاجية السائق دون سواه، الألف ليرة على أقل تقدير هي المهر الرسمي لها، والحجة الحاضرة والدائمة “البنزين، الزحمة ” ولا مناص ما دمت قررت بكامل قواك العقلية أن تختارها دون سواها.
يقولون في علم النفس إن الحديث عن المشكلة أو كتابتها على ورقة في المساء وقراءتها صباحاً، يجعلها تافهة وسطحية وتكتشف كم كنت ساذجاً عندما أضعت وقتك وجهدك العقلي في التفكير بها، وهذه حالنا مع مشكلة المواصلات اليومية التي أعيت من يداويها، ربما الحل الأسلم والأريح للفلس والنفَس استخدام العجلتين الربانيتين والدندنة بينك وبين نفسك “قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني”؟!
رقم العدد 16253

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار