الجماهير/ بقلم حميدي هلال
ربما يكون عنواناً مهماً و مطروحاً للمناقشة معكم وسماع آرائكم وتجاربكم ، هل بدأت الظروف المعيشية الضاغطة تدفعك إلى تغيير قواعد الاشتباك مع الحياة ؟
أحدهم ممن أثق بنزاهته قال لي في نقاش حاد حول هذا الموضوع – موضوع تقلبات الحياة وضرورة التعايش معها – أنه إذا بقيت الأحوال المعيشية متقلبة و تتجه نحو الانحدار ، في ظل انعدام الرؤية الواضحة لأفق المستقبل ، و ما هو منتظر في قادم الأيام ، فإنه سيغير مضطراً قواعد الاشتباك مع الحياة..!!
شرحها لي بمعنى : ذلك الموظف الذي قضى عشرين عاماً من الخدمة متمسكاً بالمُثل العليا من الشرف والنزاهة والتعفف ؛ هل ستدفعه الظروف المعيشية إلى تغيير قواعد التعامل وأساسيات الاستجابة الحياتية ليجنح إلى قبول الهدايا والإكراميات والمكافآت… تحت مبرر ضغط الحاجة و تدهور القيم الشرائية لراتبه الذي لم يعد يكفيه لعشرة أيام من الشهر ..؟
من جانب آخر انعكست ظاهرة تغيير قواعد الاشتباك مع الحياة لدى الفئات التي لا تنتمي إلى قناة الوظيفة العامة ، و تقدم لك خدمات يومية بدءاً من السرفيس إلى التاكسي ؛ وبائع الخضار ؛ ومعتمد الغاز ، وصاحب الأمبيرات لتتحول تلك التقلبات إلى ثقافة اغتصاب علني .
إنَّ تقلُّبات الحياة أمرٌ لا مناص منه، لكنها توقعك في صراع ذاتي مع قيمك و أساسيات تربيتك ، فإذا تقبلتها بنفس راضية على مبدأ ” دبر راسك ” يغدو ذلك ممكناً ولكنه صعباً ؛ وفي حال تمسكت بمواقفك ومُثلك القديمة فقد تكون النتائج غير مرضية على مستوى المعيشة الأسرية ومتطلبات الحياة، وهنا ستضطر إلى خوض حرب استنزاف قاسية لا نهاية لها مع نفسك وأسرتك.
بلا ريب ، لعل تلك التغيرات أصبحت جل ما يضغط على تفكيرنا ، أنا والكثيرين منكم ، ما يجعلنا متيقظين طيلة الليل و مستيقظين منذ بزوغ الفجر ، نفكر في مواجهة الفترة الجديدة من حياتنا .
هل سيعود علينا تغيير النمط بمردودات سلبية أم إيجابية ؟ هل سيكون تحدياً ويسبب لنا بعض المصاعب والقلق أم سيكون لنا مخرج طوارئ من الضغوط المعيشية؟
شاركوني الرأي ..
رقم العدد ١٦٢٥٣