الجماهير – المحامي سمير نجيب
ينطلق قطار التطبيع بخطوات متسارعة حيث تتفرد الادارة الأمريكية بالأنظمة العربية المتخاذلة سعياً منها الى قلب المزاج بل الوعي العربي الجمعي للقبول بوجود وشرعية الكيان الصهيوني وهذا قد يكون هو سر عدم الاعلان الجماعي للأنظمة العربية التي تربطها علاقات بأشكال مختلفة مع الاحتلال الصهيوني فبمقدور الادارة الامريكية أن تجمع تلك الانظمة وتعلن عن توقيع اتفاقات “سلام” وتطبيع مع الاحتلال ولكن تقسيط ذلك واعلانها بالمفرق هو لغايات مرتبطة بسياسية ومصالح الادارة الامريكية أولا ولتسجيل نقاط ربح لسياستها الخارجية بين فترة وأخرى ، وثانياً لتشكل صدمات للوعي العربي ومحاولة قلب المزاج الشعبي للقبول بفكرة التعايش مع الاحتلال مستغلة ما لحق بعدد من الدول العربية من أزمات خانقة وحادة نتيجة ما هب عليها بما يسمى الربيع العربي ..فالإعلان كل فترة وأخرى عن التحاق هذا النظام او ذاك من تلك الانظمة المرتبطة أساساً بالاحتلال دون ارادة شعوبهم يشكل طعنة لنضالات الشعب العربي الفلسطيني وخيانة لقضيته الوطنية التي هي قضية الأمة المركزية ، واهمة تلك الانظمة بأن عقد اتفاق ما يسمى سلام مع الكيان الصهيوني يمكن أن يحمي عروشهم متجاهلين بأن الادارة الامريكية سريعاً ما تتخلى عنهم أمام مصالحها ..
وها هو المشروع الامريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة وبالمقدمة منها سورية قد فشل أمام صمود الشعب السوري وبسالة الجيش وحكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد.
لذلك نقول بأن سورية بصمودها ومواجهتها للمشروع المعادي حافظت على سيادتها ووحدتها وقرارها المستقل وحافظت على كرامة الأمة بينما فقد المطبعون كرامتهم وإرادتهم وسيادتهم ليكتب التاريخ بأن الكرامة والعزة والإباء لا تصان إلا من خلال التمسك بخيار المقاومة والمواجهة .
رقم العدد ١٦٢٥٦