المحامي سمير نجيب
تتجه انظار معظم دول العالم وخاصة دول منطقتنا العربية الى برنامج سياسة الرئيس الامريكي المنتخب بايدن على أمل أن يغير سياسته الاستراتيجية بالملفات والصراعات العالمية منها بشكل عام ومنطقتنا بشكل خاص عن سياسة سلفه ترامب متناسين هؤلاء او متجاهلين بأن الرئيس الامريكي هو صناعة الشركات الاحتكارية الكبرى بالولايات المتحدة الامريكية وبالتالي هو محكوم بتنفيذ مصالح تلك الشركات القائمة على النهب والاستغلال والسيطرة الخ ..وانطلاقاً من هذا الفهم فإنه موضوعياً ستكون السياسة الامريكية سياسة متشابهة وشبه متطابقة بالاهداف بغض النظر عن الاسلوب مهما كان لون الرئيس المنتخب ديمقراطياً أو جمهورياً لأن الاستراتيجية الأمريكية تحكمها مصالحها الامبريالية وهذا ما ثبت من سياسة الرؤساء ال45 الذين تعاقبوا على الرئاسة منذ انشاء الولايات المتحدة الأمريكية وهذه السياسة هي سياسة ثابتة تقوم على العدوان والنهب والسيطرة وينسحب ذلك أيضاً إلى سياستها اتجاه منطقتنا وخاصة بدعم الكيان الصهيوني منذ انشائه حتى اليوم فهي الداعم والحاضن الأول له وهذا طبيعي للعلاقة العضوية التي تربط الكيان بالادارة الامريكية وظيفياً فالكيان بنظر هذه الادارة بجناحيها الديمقراطي والجمهوري هي قاعدة متقدمة لهم بالمنطقة لتخدم مصالحهم وبالتالي فإن الرهان من بعض الانظمة العربية على الادارة الامريكية الجديدة لرعاية عملية ما يسمى السلام بينهم وبين الكيان الصهيوني لنيل جزء من حقوقهم هو رهان خاسر بامتياز لأن تاريخ تلك الادارات الامريكية منذ نشأة الكيان حتى اليوم هي منحازة له ومعادية لحقوق العرب بشكل عام وللحقوق الوطنية الفلسطينية بشكل خاص . لذلك على هؤلاء المراهنين ان يقتنعوا ويصلوا لنتيجة بأن الامل ليس بهذا الرئيس الامريكي او ذاك بل الامل اولا وأخيرا على ارادة الشعوب وعلى محور المقاومة المتصادم والمشتبك مع المشروع الامريكي الصهيوني بذلك فقط يمكن ان نكسب الرهان ونهزم هذا المشروع ونحقق اهداف أمتنا بالتحرير والسيادة والازدهار …
رقم العدد ١٦٢٦٣