2020 …. واللامعقول ….

 

الجماهير / بقلم عبد الكريم عبيد

تغيرات وتحولات جسيمة شهدتها بنية الفكر السياسي والعقائدي اقتربت أو بالأحرى تجاوزت المحرمات التي رسخت في حياة الأمة على مدار قرون.
عام 2020 ونحن نشرف على نهايته حمل تحولات عقائدية وفكرية وسياسية غيرت في بنية وتفكير الكثيرين الذين سارعوا وعلى رؤوس الأشهاد إلى نقل البندقية إلى الكتف الآخر حيث التآمر والخيانة.
الانبطاح أمام العدو صار ذكاءً … والتطبيع مع العدو وجهة نظر … ومحاصرة تيار المقاومة عمل بطولي … وإرضاء العدو إنجاز … ولو على حساب الكرامة والكبرياء.
قاطرة التطبيع سارت وعلى الملأ ,قلبوا المفاهيم وصاروا يسوقون فكرة واحدة ووحيدة أن الصهاينة هم ” الضحية “…… إنه زمن اللامعقول الذي يحاول عربان التطبيع تكريسه في نفوس أبناء الأمة….
خيبة … انكسار … جراء التواطؤ الذي تسبب به غربان التطبيع في محاولة منهم لحماية عروشهم التي بدأت تهتز في أعين جماهير الأمة التي اكتشفت كذبهم وزيف ادعاءاتهم من دعم لفلسطين والقضية الفلسطينية والدعم اللامحدود لتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة.
اليوم لم تعد هناك حتى ورقة توت لتستر عوراتهم وزيفهم, التطبيع انتقل من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة.
زيارات رسمية, وفود شعبية, افتتاح قنصليات وسفارات, وتبادل النخب وبرقيات التهنئة في المناسبات والأعياد.
أكثر الناس تشاؤماً لم يتوقع في يوم من الأيام ان تصل الحالة بالأمة إلى ما وصلت إليه الآن ……
ذل وخنوع وضعف وهوان وانبطاح عربان التطبيع لتبدو الساحة خالية ….. وتبدأ الذئاب النهش في جسد هذه الأمة المثخن بالجراح.
هم يريدون أن يقضوا على آخر أمل في حياة الامة ألا وهو تيار المقاومة الرافض لكل أشكال التطبيع والهيمنة الأمريكية الصهيونية.
من هنا كان الاستهداف وكان الثمن الغالي الذي دفعته سورية باعتبارها تتزعم هذا المحور في المنطقة وهي التي تقول أن تحرير الجولان يمر عبر فلسطين.
هم تآمروا ودمروا واستهدفوا وخربوا وحاصروا وقتلوا وشردوا وزرعوا الخوف في النفوس, إلا أن الأحرار يأبون الموت إلا واقفين كما أشجار السنديان مهما غلا الثمن والفاتورة مكلفة.
خيار محسوم وأمل معقود على المستقبل الذي يصنعه أبناء الامة الأحرار الذين يأبون الذل والهوان.
رقم العدد ١٦٢٦٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار