محمد تركماني
أصبحت ظاهرة العرافين والعرافات مع بداية كل عام جديد تستقطب العدد الأكبر من المشاهدين ومع استغرابنا الكامل لتلك الظاهرة والتي باتت تشكل عرف وتقليد سنوي بل حتى خلال أشهر السنة و تبث على عدد كبير من المحطات الفضائية وحتى منها المحلية فبأي عقل وبأي ثقافة ووعي وبأي إدراك أومنطق أو حتى دين يصدق هؤلاء وهم عبارة عن دجالين ومنجمين تميزوا بالمهارة والدهاء والمكر يجيدون قراءة الأحداث بشكل مدروس و دقيق ويربطون توقعاتهم بما يتناسب مع الواقع ، و من البديهي حصوله بما يخص الأوضاع السباسية والإقتصادية لكل بلد على حدة وبالأخص طبعاً البلد الموجودة فيها تلك القناة والدول المحيطة بها والشخصيات السياسية والفنية الكبيرة والشهيرة حيث يسردون حولها عشرات التوقعات والتي ولا بد أن يصادف صحة عدد منها وهي تكون النتيجة الحتمية لتلك الروايات حسب المعطيات المحيطة بها مع التذكير لمن يتابع هؤلاء بأنه لو كان كلام وتوقعات هؤلاء الدجالين صحيحة فعلاً لكنا تلافينا وتلافى غيرنا الكثير من الحوادث والكوارث و الحروب التي كان من المتوقع حدوثها حسب ما يدلون به هؤلاء المضللين الكذبة .
والغريب في الأمر بأننا أصبحنا نحن أيضاً جزء هام من الذين يروج لهؤلاء إعلاميا تقليداً للبعض من الدول المختلفة الأخرى حيث بتنا نستضيف هؤلاء وننصت لأكاذيبهم ودجلهم ولا زلنا نعيد استقبال البعض منهم مع أنها خالفت توقعاتهم عام ٢٠٢٠ الأحداث التي شهدناها خلاله ولم يتحقق ولو توقع واحد منها كالذي وعلى سبيل المثال ما صرح بها بما يدعى (مايك فغالي) وغيره من أمثاله ومع ذلك فالبعض مازال متمسك ومستمر باستضافة مثل تلك الشخصيات وكأنها وكما يبدوا تحقق لهم نسبة مشاهدات كبيرة تشير إلى هناك الكثيرون ممن يقتنعون بصحة تلك التوقعات وصدق أصحابها ..ولله الأمر
رقم العدد 16272