عامٌ جديد لشعبٍ مجيد

بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

ما رفرف السعد إلا في محاضرنا
ولا انجلا العز إلا في مظاهرنا

كُبّار أهل الحمى من كل ناحيةٍ
ما بين أعتابنا أو في دوائرنا

كان فكري يردد هذين البيتين للرواس رحمه الله عندما شرعتُ بالتهنئة لشعبنا العظيم بقيادته وجيشه وكل مكوناته؛ التهنئة بقدوم عامٍ جديد، بعد ذلك العام العجيب الذي اجتزناه بكلّ صبر ويقين.
نعم لقد مضى حاملاً معه كل تلك المتاعب والآلام، كل الغلاء والبلاء والوباء وتكالب الأعداء، كل تلك الكُرُبات والآهات والتنهدات.
ويأتينا عامٌ جديد، بل ننتقل إليه بآمال جديدةٍ قديمة، ننتقل إليه بحزماتٍ من الرغائب والدعوات.
ننتقل إليه بقلوب مؤمنة بأن القادم خير، بألق عيون أطفالنا الناظرة نحو الضياء.
إنه عامٌ جديد، ولكل جديدٍ فرحةٌ تناسبه.
ونختتم عامنا المنصرم بعيدٍ للشجرة.
تلك التي تقف في مكانها صامدةً مهما كانت الظروف، لا تشتكي لا تتأفف لا تنتقد وتحافظ على هدوئها رغم كل الأحداث، إنها تعطي باستمرار، غذاءً ونقاءً وصفاءً، لذلك كان لها كل الحق بأن نحتفي ونحتفل بعيدها، بعيداً عن صخب الإنسان وشكواه وأنينه ونجواه.
الشجرة التي لا تطالب بمحروقات عند قدوم الشتاء، ولا بمواد غذائية لتسد رمقها، لا تطالب بمشافي للعلاج، ولا تطالب بإصلاح الطرقات، تقف في مكانها صامدة تزيدُ المكان جمالاً والزمان جلالاً.
بيد أنني وجدتُ من يشابه تلك الشجرة ويأتيه من الاحتفاء بها نصيبٌ معنوي كبير، إنه شعبنا العظيم في وطننا سورية.
ذلك أنه كالشجرة يقف صامداً ويعيش صامداً ويموت كالأشجار واقفاً.
نعم إنه سنديانة الزمان.
كل المجد والعلا والسؤدد لأبناء سوريتنا الصامدون.
كل العز والفخار والرفعة لشرفاء وطني.
الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والعودة الميمونة للمفقودين.
كل عامٍ وأنت يا أيها الشعب العظيم بألف ألف خير.
رقم العدد ١٦٢٧٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار