بين أزقة وشوارع حلب شتاءً .. شراب السحلب الشعبي حاضراً

الجماهير – وسام العلاش

حين تتجول في شوارع المدينة وأزقة حاراتها القديمة يبدو لك مشهد مألوف وهو انتشار الباعة الجوالين لتقديم مشروباتٍ شعبيةٍ موسمية سواءً كانت صيفية أو شتوية فجميعها تكون حاضرة وطازجة وهذا مايميز شوارع حلب..
ومن المشروبات الحاضرة في فصل الشتاء (شراب السحلب) إذ اعتاد غالبية الأطفال والشباب على شراء أكواب السحلب أثناء ذهابهم إلى المدارس والعمل ليمدهم بالطاقة طوال اليوم.
وللحديث عن هذا المشروب الشعبي يتحدث البائع أبو عبدو “للجماهير” عن هذه المهنة التي يعمل بها منذ /٤٠/ عاماً والتي ورثها عن أبيه ومازال محافظاً ومداوماً على العمل بها رغم ارتفاع تكاليفها في الوضع المعيشي الحالي إلا أنه يؤَمن من خلال هذه المهنة قوت يومه على حد قوله.
وعن مكونات مشروب السحلب وطريقة صنعه يوضح أبو عبدو بأن الحليب هو المادة الأساسية التي تدخل في صنع هذا المشروب إذ يشتريه بسعر /١٠٠٠/ ليرة للكيلو غرام الواحد إضافةً لمادة السحلب والتي تكلفه/٦/ آلاف للكيلو الواحد أما مادة السكر فيحتاج من /٤-٥/ كيلو في اليوم وكلفتها/٧/ آلاف إضافةً لتوفير جرة الغاز ويحتاج عدد/٢/ كل يوم وتكلفتها/٢٢/ألفاً لينتج أخيراً من عملية التكلفة هذه كوباً من شراب السحلب وزنه/٢٠٠/غرام وبسعر/٣٠٠/ ليرة ترافقه قطعة من (الصمونة) تباع ب/١٠٠/ليرة. ويقول أبو عبدو بأنها مهنة خاسرة حالياً وتعاني صعوبات وخاصةً مع ارتفاع تكاليف موادها الأولية إضافة لحالات الغش التي تتعرض له هذه المهنة فمنهم من يتلاعب بمكوناتها كزيادة الماء في الحليب إضافةً لمادة(العرعروط) التي تزيد من سماكة المزيج.
وعن طريقة صنع هذا المشروب الشعبي يوضح أبو عبدو المراحل التي يمر بها فالمرحلة الأولى تبدأ بغلي الحليب لتعقيمه وينتظر ليبرد السائل ليضيف مادة السحلب ثم يبدأ بتحريك المزيج على نار هادئة ليثخن قوامه بالدرجة المطلوبة ويصب بعدها في كؤوس ويزين بالقرفة أو الفستق ويقدم ساخناً مع قطعةً من الصمون.
والجدير ذكره أن السحلب هو شراب شعبي مشهور عربياً وخاصةً في بلاد الشام أما مادة السحلب فتستخرج من نبتة تُنسب لفصيلة السحلبيات ولهذه النبتة جذور درنية لونها أسمر من الخارج وأبيض من الداخل إضافةً لأوراقها الضيقة غالباً ما تكون ملطخة بلون أسود وللساق أزهار بنفسجية ويشتهر بمسحوقه الأبيض النشوي الذي يصنع منه شراب السحلب المشهور.
رقم العدد 16274