الجماهير/ بقلم عبد الكريم عبيد
حوادث شتى جرت خلال اليومين الماضيين على الأرض السورية شعارها الأبرز الدفع لتأجيج الوضع الأمني في سورية وتعكير صفو الاستقرار الذي بدت تنعم به معظم المحافظات السورية وبدأت الحالة تعود إلى طبيعتها وتحديداً ارتياد سلك الطرق الدولية بين المحافظات التي عادت كشريان يغذي الأسواق بالمنتجات والبضائع هجوم من قبل الدواعش على قافلة في كباجب من بادية دير الزور راح ضحيتها /31/ شهيداً و/14/ جريحاً وفي اليوم التالي هجوم على قافلة أخرى في وادي العذيب ما أدى لإرتفاع /9/ شهداء وأربع جرحى .
حيث نفذ هذين الهجومين من قبل الدواعش القادمين من عمق الصحراء حيث هناك وتحديداً في التنف القاعدة الأمريكية التي تأوي مسلحين وتقدم لهم كل سبل الإمداد .
في هذه الأثناء الفصائل الإرهابية المسلحة المرتبطة بنظام أردوغان الإخونجي تستهدف بلدة عين عيسى ومحيطها بوابل من القذائف ما أدى لاستشهاد مواطن وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة بالإضافة إلى استهداف الطريق الدولي الذي يربط الحسكة بدير الزور وصولاً إلى حلب بالقذائف .
بالإضافة إلى الخلايا النائمة في درعا التي تستهدف نقاط الجيش العربي السوري وكل يوم يرتقي شهداء منه .
في ذات الوقت القوات الأمريكية تدخل رتلاً من المعدات عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى الجزيرة السورية لسرقة النفط السوري وإجراء تبديلات وتكتيكات عسكرية .
أيضاً من كفر لوسين غير الشرعي هو الآخر يشهد في ذات اللحظة دخول رتل من القوات الأخونجية الأردوغانية إلى محافظة إدلب السورية لإجراء نقاط وعروض استفزازية لتأجيج الوضع والدفع بالمنطقة إلى شفير الهاوية .
سياسيون ومراقبون وإعلاميون قرؤوا هذه التطورات في الحرب على سورية من نواح عدة :
1-الحرب على سورية دخلت فصلاً جديدا عنوانه الأبرز الدفع بمجريات الأمور إلى المربع الأول حيث القتل والدمار .
2- الدفع بمزيد من الإرهابين إلى الداخل السوري من دول الجوار وقطع الشريان الحيوي الذي يربط بين المحافظات السورية التي انقطعت عن بعضها طوال سبع أو ثمان سنوات ماضية .
3- إعطاء جرعة محفزة لإرهابيي داعش وبخاصة في البادية السورية المترامية الأطراف حيث قاعدة التنف التي تتواجد فيها قوات محتلة أمريكية تقدم الغطاء والدعم بأشكاله الحالية أو الإدارات السابقة عندما قالت هيلاري كلينتون ” نحن من أوجد داعش وقدم لها الدعم والتدريب والأسناد ” .
4- اظهار التنسيق بين المحتل التركي والمحتل الأمريكي في تحريك أدواتهما لاستهداف الطرق والمنشآت الحيوية ونقاط الجيش العربي السوري .
5- المشهد العام يوحي أن هناك فصلاً ما يتم التحضير له لأفشال جهود الحكومة السورية في مسألة المصالحات وإعادة الإعمار وعودة المهجرين بفعل الإرهاب والتعتيم على انتصارات الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وبالتالي إظهار سورية كدولة فاشلة مؤسساتياً ومجتمعياً وأمنياً لإفشال الاستحقاقات السورية في العام /2021/ هو تخطيط استراتيجي يتم على أعلى المستويات ومسألة الحوادث التي أشرنا إليها لا تخرج عن هذا الإطار ، لكن كل المؤشرات والدلائل تقول أن هذه الرهانات خاسرة وفاشلة لأن الشعب والجيش والقيادة السورية أقوى وأكبر من تخطيطهم وكيدهم .
رقم العدد 16277