ظاهرة التحرش وخطرها المتمادي ؟!

الجماهير/ محمود جنيد

مع واقع الانفتاح الحالي ، الذي تنسحب عليه مفرزات و تداعيات أزمة الحرب المارقة ،و ترهل الضوابط الاجتماعية الرادعة التي كانت أكثر ثباتاً ومتانة في الماضي، مقابل تخلخل الروابط الاجتماعية و الأسرية في الوقت الراهن ، ومرادفات أخرى مثل رفقة السوء وتراجع الدور التوجيهي الصحيح من الآباء وضعف المراقبة والمتابعة للأبناء ( الخارجين عن السيطرة)، أو تحذيرهم من هذه السلوكيات والتصرفات المؤذية للغير، تتفشى بصورة واضحة ومؤذية ظاهرة التسكع لدى الشباب في الساحات و الحدائق و أمام أبواب مدارس الفتيات، و التي تتطور منها شططا وتمادياً إلى تحرش لفظي، يصل في ذروته أحياناً إلى جسدي، مما يدعو إلى التوقف بحزم وفعالية مع هذه الظاهرة التي لها منعكساتها الخطيرة على المجتمع ، وردعها من خلال تشبيك حلقات الجهات و القطاعات ذات الصلة ( الأسرية، التربوية، الصحية النفسية،….) لتشكل سلسلة متينة قادرة على تقييد ظاهرة التسكع و التحرش بكل أشكاله و أنواعه.
ويحضرني في هذا المقام، شكوى إحدى السيدات التي طالبت بإعلان حالة الاستنفار وحملة تنظيف، و تكنيس للشباب ( الصايع الضايع) على حد تعبيرها من أمام مدارس البنات، مشيرة إلى الحالة التي وصلت معها ابنتها طالبة الثالث الثانوي إلى الهلع النفسي، ورفض الذهاب إلى المدرسة إلا بمرافقة من قبل أحد أفراد الأسرة الذكور المنشغل كل منهم إما بعمله أو مدرسته، جراء التصرفات المنحلة و الألفاظ الخادشة للحياء، من قبل بعض الشباب المنفلت، و أضافت السيدة الأربعينية بأن الأمور وصلت إلى حد طلب ابنتها العزوف عن الذهاب إلى المدرسة و تقديم ” البكالوريا حرة”، بعد ردة الفعل على تذمر الوالد من مصروف المواصلات “التاكسي” التي تفوق ما يجنيه من عمله ” يوميته”، ما دعا إلى تجنيد شقيقها لمرافقتها يومياً ” مشياً على الأقدام” إلى المدرسة .
ووافقت السيدة أم محمد جارتها بما قالته، مؤكدة بأن هذه الظاهرة التي تحتاج إلى قبضة حديدية من قبل دوريات شرطية متواصلة، إضافة لتوعية الأهالي لأبنائهم، وكذلك بناتهم اللواتي تطمعن بمظهرهن وسلوكهن “من به مرض” من الشباب و المراهقين، حدت بها إلى تسجيل ابنتها طالبة الصف السابع، ب”اوتوكار” شعبي من تلك الميكروباصات وبمقابل شهري مرهق مادياً للأسرة التي لا تكاد تجد ما يسد الرمق في ظل الظروف المعيشية الحالية ، دون حياة لمن تنادي من المسؤولين.
وفي النهاية .. نؤكد بأن الظاهرة التي نشاهدها بشكل فلكلوري يومي أمام ناظرينا دون أن يكون لنا ، سبيل لتغيير هذا المنكر إلا بالقلب, و الدعاء لأولئك الشباب بالصلاح و الهداية، وللجهات المعنية والمختصة بالتدخل .!!
رقم العدد 16285

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار