الجماهير – عتاب ضويحي
الأحاديث الجانبية كثيراً ماتضيف للمرء جديداً لم يقرأه في كتاب ولم يسمعه من ذوي الألباب، بعضه مايتفق مع مافي الذهن، وبعضه تراه خفياً يولد لديك إحساساً ويعطيك معاني جديدة لم تكن لتخطر على بالك.
في أحد اللقاءات الاجتماعية، جلست بالقرب مني سيدتان متقاربتان بالعمر، وضمن فقرة تجاذب الحديث والسؤال عن الحال والأفعال، قالت إحداهن يوم غد يصادف ذكرى عيد زواجي العاشر وسأقيم حفلة صغيرة احتفاء بهذا اليوم ، لترد عليها الثانية وبسرعة البرق قاطعة سلسلة حديث الأولى وباستغراب وتعجب بديا واضحين على ملامح وجهها “بدك تحتفلي بعيد زواجك من كل عقلك؟! ” وأطلقت ضحكة ليس لها أي تفسير في علم النفس، لتجاوبها الأولى وما المانع ذكرى سعيدة في حياتي وباتت كعرف سنوي، من المستحيل أن يمضي دون أن احتفل به،
أما المستهجنة المستغربة فردت بكل صراحة غلبها الحزن لو أستطيع لحذفت تاريخ زواجي من تقويم حياتي، ولو عاد بي الزمان للوراء لفضلت الموت على هذا الزواج.
نظرات متبادلة بين الاثنتين انتهت برشف مابقي من فنجان القهوة لينتهي الحديث معه.
ليحين دوري بفقرة تجاذب أطراف الحديث لكن مع نفسي، سألتها ترى كم من الوقت نحتاج لنمحو آثار الحرب التي طالت ونالت من أرواحنا الكثير، وأخذت من عمرنا أجمل السنين، وأضافت بنفس الوقت سنين جعلتنا أكبر من عمرنا الحقيقي بعشر سنوات، لتجيبني نفسي وبحزن شديد حين تعلم أن الجواب سيؤلمك احترم قلبك وانس السؤال، فهناك بعض التواريخ شعورها يبقى عمراً.
رقم العدد ١٦٢٩١