الجماهير – عتاب ضويحي
شؤون صغيرة قد تمر بها تقربك من ذاتك أو تبعدك عنها، قادرة على أن تهزك بقوة من أعماقك، وتحدث فيك أثراً سلبياً كان أم إيجابياً،
هناك الكثير من الشؤون الصغيرة قادرة على إمدادنا بوقود وفير لمجابهة الأيام الرتيبة والخيبات المتتالية، نمر بها دون التفاف منا، لكن لو أمعنا النظر ووقفنا عندها ربما أدخلت على قلوبنا السعادة أو شيئا منها وعشنا عليها شهوراً وبنينا عليها قصوراً ، أشياء قد لاتثير اهتمامك مثلاً الرائحة الطيبة العميقة تستطيع أن تقتحم الذكريات وشعورها واستجلابها كأفضل مايكون، وأن تتغلغل إلى مستويات عليا من الشعور الجيد وتغير المزاج وتهدئ الأعصاب وتخفف تقلبات المزاج.
الشتاء وطقوسه، وزخات المطر ولسعة البرد، ليله الطويل تمنح محبيه شعوراً بالرضا والامتنان.
ربما اكتشاف شيء جديد “كتاب، هواية” أو حتى وصفة طعام لذيذ تنعش أيامنا.
بعض الخيالات المستحيلة تعطينا طاقة إيجابية تجعلنا نضحك في النهاية ربما على سخافتها.
أحياناً تتبادل الحديث بينك وبين صديق لك يستذكر فيها تفاصيل صغيرة لك، قد نسيتها، تلك الأشياء تجعل قلبك ينبض فرحاً.
ابتسامة صغيرة، كلمة طيبة، غصن شجرة، وردة جافة بين صفحات كتاب قديم ، حتى رسالة على جهازك الخليوي تطمئنك على مخصصاتك من المواد التموينية قادرة على إحداث البهجة والفرح داخلك.
ربما سلام صغير يعيد السلام إليك.
رقم العدد ١٦٢٩٨