الجماهير – رفعت الشبلي
انتهت مؤتمرات النقابات العمالية الأسبوع الفائت محملة بالكثير من المطالب التي تناولت بعض ما يحتاجه العمال من رفع التعويضات والطبابة وتأمين خبز ومواصلات ٍوغيرها من المطالب التي تعتبر ابسط ما يكون ومن البديهيات في هذه الظروف.
لكن.. ما أثار الحفيظة التي بجعبتنا ومن المسؤولية التي يحملها الصحفي كان لابد ان نتطرق الى أحوال العمال والمطالب البسيطة التي كانوا يطالبون بها والردود التي أجاب بها المسؤولين.. اذ أظهرت هذه الردود ان العمال في واد ٍوبعض المسؤولين في واد آخر – حتى لا يتم التعميم.
كانت الإجابات و الشعارات التي كتبت على الجدران اكثر من طلباتهم البسيطة – العمال – و كانت الوعود التي سمعوها من المسؤولين اكثر و الطريقة التي تم فيها الإجابة هي عبارة عن إجابات طلاب الصف السادس لا اكثر و العصبية التي كان فيها رؤساء النقابات و المسؤولين، و كأن المنافسة بينهم وبين العمال على اشدها ونسي جميع السادة انهم حضروا لمناقشة طلبات محقة للعمال ، اذ استخدم السادة إجابات لربما توصف – بقمعية – لينبري احد العمال المتحمسين الى إلقاء بعض أبيات من شعر الحماسة ترطب الجو المشحون نتيجة طلبات العمال المحقة .
في الكثير من تلك الحلقات الدرامية التي حضرتها ظننت نفسي بعام 1960 والاديب الماغوط خير من مثل تلك الحقبة بمسرحية ” غربة ” الشهيرة وكيف كانت تدار مؤتمرات الشعب بالشعارات لا بالأفعال. ودمتم.
رقم العدد 16302